زياد الهاشمي
إلى أبناء الجنوب الجزء 2

لا تصدقوا كلمة مما أقول كل يوم ونحن نتحدث عن الأخطاء والمشاكل ولا نتحدث عن إصلاحها , فهل نقول يكفي وننتقل إلى مرحلة الحلول! ولكن قبل أن نتحدث عن الحلول يجب أن نفهم المشكلة.

 

أحداث مقلقة تحمل على الظن بأن الجنوب يعاني اختلالاً كبيراً وفي عدة ميادين، اختلالاً سياسيا وفكرياً اختلالاً في الأخلاق والأمن نعيش حالة من الفوضى والعبث.

 

لا أريد أن أبعث في نفوسكم القلق غير أن قلقي هذا وبكل بساطة قلق عاشق للحياة لا يقبل التسليم بالفناء الذي يتربص بها إنه قلق مولع بالحرية الشعب الجنوبي قطع على نفسة عهد الحرية والإستقلال وهو متمسك بهذا العهد فهو عهد من رصيد الكرامة الشخصية، إذاً لا كرامة إلا بالحرية والإستقلال.

 

وعندما قطع الشعب الجنوبي هذا العهد لم يهتم جيداً بقواعد اللعبة السياسية الدولية والإقليمية؛ الشعب الجنوبي لدية الرغبة في القيام بالأمور الصحيحة وخلف هذا تأتي الإهداف الصحيحة ولكن ليس لديه المبادئ الصحيحة وبدون المبادئ لن يتحقق شيء فالشعب يعلم "ماذا، ولماذا ولكن لا يعلم كيف" الشعب الجنوبي يعاني من إدمان الطوارئ وعندما يغيب الوعي بما هو مهم ننشغل بما هو غير مهم لقد اعتدنا في الجنوب حل الأزمات الطارئة وأصبحت الهاجس الذي نعيش عليه فقد أخذت كل وقتنا ومع ذلك نحن سعداء ومستمتعون بهذا.

 

إن إدمان الطوارئ هو سلوك مدمر هناك أزمة ثقة بين الشعب والقيادة ولكن ما هو سبب هذه الازمة ؟ الشعب الجنوبي يعتقد إنه لا كرامة إلا بالحرية والاستقلال فتجده يعظم القيادة التي تمشي معهم في هذا الطريق ولو أن أي قيادي حاول أن يتماشى مع اللعبة السياسية والعسكرية والأخلاقية والدولية تجد الشعب يسحب منه كل الثقة ويرميه في دكة الخائنين أو المنحرفين عن المسار.

 

الشعب الجنوبي والقيادة مركزون في المليونيات وإخراج الناس إلى الشوارع مهتمين بالجانب الحماسي ولكن هذه الجانب تأثيره مؤقت ورغم هذا تجد الشعب عند العودة من المليونية يتكلمون عن الخلاف الذي حصل وينسون الجانب المهم وهو استغلالها دولياً كان هناك شجرة اسمها الجنوب وكان فيها ثمار نسميها التحرير والإستقلال وكان كل الشعب الجنوبي يتطلع إلى تلك الثمار ولكنها لم تعجبه فقد كانت تلك الثمار بحالة غير جيدة وصغيرة للغاية وليس لها طعم.

 

ولكي نغير الفاكهة يجب الإهتمام بالجذور، علينا أن نهتم بالجانب الخفي غير المرئي إن المنهج الذي نرى به الأمور يقود أفعالنا وأفعالنا هي التي تحدد النتائج لذا إذا أردنا أن نحقق نتائج فعلينا أن نغير سلوكنا وأساليبنا.

 

نقطة مهمة عندما تفشل القيادة وتشعر إنها لم تحقق إي شيء وعندما يتكون لدى الشعب يأس وملل وفتور وفي أوضاع مترديه في هذه الحالة تلجأ القيادة إلى إقناع الناس أنها سوف تخلصهم من هذه الظروف عن طريق الحرب وأن الحرب هي الخيار فتجد الشعب ينخدع بهذا وينجرف ولا يدري ألى أين المسير ثم دق جرس المنبه حان وقت تشيع الجنازة، وجاء التشيع قبل أن أتكلم عن الحلول فلو قلت لكم غداً سأتحدث عن الحلول فلن أتحدث أبداً حتى العام القادم لأن ثلاجة الموتى ممتلئة..

 

 

مقالات أخرى

هل كانت الحكومة والبنك المركزي يديران عملية المضاربة بالعملة ؟ 

فضل مبارك

تجربة أعتز بها .. وثقة أقدّرها

مختار اليافعي

مستشفى الرعب للأمراض النفسية

سحر درعان

الدفاع عن الجنوب وأهله لا يمر عبر شيطنة الانتقالي

صالح شائف