لن نتحدث عن العبثية التي تعصف بعدن, ولن نتحدث عن الفوضى التي أحدثتها بعض الأطراف المتنازعة والخصوم فيها, ولن نتحدث عن (التكتلات) المليشياوية التي تشكلها بعض الأحزاب لغرض الضغط على بعض خصومها ومعاديها..
لن نطرق باب الحال (القروي) الذي وصلت إليه (عدن) فهو بادٍ بمجرد أن (تلج) من بوابتها الشرقية, وتجول في أزقتها وشوارعها المكتظة (بعسس) فلتان, وعلتان,ومجنزرات (الأصنام) التي فرضت وصايتها على (عدن)..
ولن نتحدث عن معاناة (عدن) فلا الكلمة ولا الأحرف ولا القصائد ستصل إلى (عمق) ذلك الواقع البائس المصطنع من قبل (المتناحرين)على الكراسي والمناصب والأموال التي (يغدقهم) بها المخربون ومن لا يريدون لعدن أن تستقر أو ترتقي..
ولن نتحدث عن (الدماء) التي أغرقت مدينة الحب والسلام والوئام والرقي,وعن الأجساد التي تسقط فيها ليل نهار, أو عن الأرواح التي (تُزهق) دون أدنى ذنب أو جُرم, ولا عن حالة الحزن (المخيمة) عليها, وسمائها (الملبدة) بالوجع والألم..
لن نتحدث عن كذب وزيف من يدعون (حبهم) لهذه المدينة, بينما هم (يطعنونها) في خاصرتها ويدمون (قلوب) محبيها ومن يعشقونها بصدق وإخلاص, ولن يساوموا في محبتها وعشقها مهما كان حجم (الإغراءات) التي تُبذل اليوم وتُعرض من أجل تدميرها..
فالمعاناة كفيلة بسرد أوجاعها على جدران الزمن قبل قلوب (البشر), والتاريخ والأجيال لن ترحم احد, ولن تظل (عدن) ترزح تحت وطأة هذا الواقع مهما طال الزمن أو تجبر العابثون والفاسدون, فمصيرهم إلى (مزبلة) التاريخ, وستتكشف حقائق هؤلاء عاجلاً أم آجلا..
ما ينبغي أن نتحدث عنه وبصدق بعيداً عن المداهنة والنفاق وزخرف القول هو أن لا ننجر خلف العنف والفوضى والعبثية, وأن لانصدق تلك الأبواق التي تنعق بما (لاتفقه), ولا ينبغي أن نصدق معسول (كلامها), وجميل أقوالها, فهي (كذب) وزيف وضحك على الذقون, وسٌلم للوصول إلى غاياتها وأهداف ومآربها الدنيئة..
ينبغي أن نترك (التبعية) والإنتماءات الضيقة, والولاءات للأشخاص والجهات (والأصنام), التي لم تزد واقعنا غير بؤس وتعاسة ومعاناة والم, وصبت (زيت) الألم على (جمر) القهر والإنسحاق والفجيعة..
إن أردنا أن نخلص عدن مما هي فيه فعلينا أولاً أن نجتث شأفة (المليشيات) والدخلاء القادمون من خلف (الزمن), وأن نصنع من عدن مدينة (مدنية) خالية من كل مظاهر الوجود العسكري والمناطقي, وننظفها تماماً من كل الكائنات (الفضائية) التي دخلتها على حين (غرة) ، أما غير ذلك فعلى الدنيا السلام..
مقالات أخرى