في الحروب هناك خطط ممنهجة قرأنا عنها انتهجتها دول الاستعمار لتركيع الشعوب واخضاعها، منها المحاولة في طمس الهوية ووأد لغة الدول المستعمرة التي مازالت الكثير من تلك الشعوب تعاني أزمة في هويتها وحتى في نطقها
ولكن الغريب والمحير في حرب اليمن الأخيرة أنه ليس هناك أي مؤشر لأي خطط نتج عنها أزمة الثقافة والفكر التي نعيشها الآن، فهل نحن اعداء انفسنا! اسمح لي عزيزي القارئ أن اجيب عنك بنعم نحن اشد اعداء انفسنا ضراوة فحياتنا المليئة بالتناقضات هي الدليل على عظم الأزمة الراهنة التي نعيشها..
نخرج من منازلنا نمر على اكوام الزبائل في الطرقات وانهار من المجاري التي نعلم يقينا انها سبب كل الأمراض والأوبئة المنتشرة في مدننا ومع ذلك عندما نصل لوجهتنا نناقش القضايا العالقة في مجلس الأمن وهل شعر ترامب حقيقي أو مستعار!
وننسى ان نبحث عن حلول للكوارث التي تحيط بنا.
نناقش فساد الوزراء وفي مديتنا الصغيرة مباني حكومية تحولت بقدرة قارد إلى منازل خاصة أومحال تجارية! نغض الطرف عنها وكأن الأمر لا يعنينا
نبحث عن دولة مدنية جديدة ولكننا نعزز دور القبائل وننشاء لها مكونات وتحالفات لنثبت عمليا اننا نعيش في عبائة القبيلة ونتحدث بلسانها!
نحن نعيش في زمن التناقضات لذلك نحن اعداء انفسنا وإلا مالذي يجعلنا نلعق بالتطبيل احذية المسؤل لأنه تصدق علينا من المال العام بخدمة ما هي من اساسيات عمله وواجبه، كل ذلك يجعلنا ندرك تماما ان ازمة الثقافة هي اشد وانكى من أزمة الفقر.
فما الذي يمنعك عزيزي الأب أن ترد البضاعة الرديئة غالية الثمن الذي باعها السيد التاجر لولدك مستغلاً جهله وصغر سنه!
مع تفاقم أزمة الثقافة في حياتنا المليئة بالتناقضات لا ندري حقا هل نحن الان في زمن الحرب أم في زمن ما بعد الحرب! فالغالبية العظمى في بلادنا تقول أن الحرب خارج حدودنا لا تعنينا ولكن ايضا الغالبية العظمى تُرسل ابنائها للقتال هناك!.
مقالات أخرى