عندما يتحول الوطن إلى غابة،فإن البشر لايستطيعون أن يعيشوا فيه،لكن متى سيتحول الوطن إلى غابة ؟ الإجابة ،عندما يمسك بالقلم جاهل،وبالبندقية مجرم،وبالسلطة خائن وفاسد،هنا فعلاً،سيتحول الوطن إلى غابة لاتصلح لحياة البشر،نعم ! هي حكمة عظيمة يمر بها واقعنا اليوم في بلادنا،بات كثيرا من اصحاب الاقلام الشريفة لايعوا مايقولون، ولايفقهون مايكتبون،وكثيرا منهم من يجعل من كتاباته فتنة عاذنا الله من الجهل ومنها،كم نلاحظ كثير من حملة البندقية الذين لايفهون أهميتها وخطرها حيث تحول كثير من هولاء إلى قتلة ومجرمين تحولوا إلى عصابات،وقطاع طرق تحولوا إلى جماعات أرهابية ووحوش،باتت الحياة بوجود مثل هولاء غير آمنة وغير مستقرة،بات الانسان يعيش في حالة خوف ورعب،كفانا الله شرهم وقاتلهم،طامة كبرى عندما تكون السلطة خائنة وفاسدة وهذه هي المصيبة بحد ذاتها، فمن كان يعلم فتلك مصيبة،ومن كان لايعلم فالمصيبة أعظم،في زمننا هذا حدث ولاحرج،كثير من أصحاب السلطة لايعوا مسئوليايتهم الموكلة اليهم في خدمة الشعب والوطن،مثلما قطع على نفسه باليمين الدستوري والذي يلاحظ هناك كثير من الوزراء والمرؤوسين يعبثوا في الارض فسادا،وتركوا اليمين الدستوري الذي قطعوه على أنفسهم وراء ظهورهم وجعلوا من الفساد والمصالح الشخصية سبيل لهم في البحث عن الكسب والثراء،وكثيرا منهم من أصبح من كبار رجال الاعمال والتجارة، فمن أين لك هذا سعادة الوزيز أو السفير،بكل تأكيد من الفساد،هناك كثيرا من المظاهر السيئة والمشينة والمؤثرة على الحياة الاجتماعية،فعندما يصبح أمام المسحد متطرفا،والقاضي فاسدا ومرتشيا،والطبيب يقدم خدمات صحية تجارية وليست إنسانية،والمعلم لايدرك مسئوليته تجاه تأدية رسالته التعليمية،واصبح الغش مسألة ضرورية ووكر الفساد في العملية التربوية والتعليمية،فهذا هو الشيء الخطير الذي ينعكس سلبا على مختلف جوانب الحياة،وها نحن نلاحظ اليوم كثير ممن يعمرون القصور والبنيان ويبالغون في مناظرها وزخرفتها في وقت تجد من يسكنها لايفقه من العلم والثقافة شيئا،فتجد كثير من مخلفات القمامة،جوار منزله يقتل نفسه واطفاله وغيره بإنتشار الاوبئة من تلك المخلفات،وهناك من يرمي مخلفاته بالطرقات والممرات والحارات لايحترم صغير ولا جار ولايحترم طريق وهذا هو التخلف بذاته،هاهي الكهرباء بواقعنا اليوم طفي لصي تعمل بدون ميعاد وتنطفئ بدون إنذار،
والماء قطرات،لايكفي للشرب والغسلة،وراتب الموظف المغلوب على أمره لايساوي قيمة كيس دقيق وزيت،وباتت الاتصالات خطأ في خطأ في الاتصال والشبكه،ورداءة للنت،وشبكات التواصل الاجتماعي نار..نار..بالقيل والقال،وهناك سقوط إخلاقي وبلطجة بالاستيلاء على الممتلكات العامة والمباني الحكومية بطريقة عشوائية ومتعمدة لايحترمون شعبهم ولاوطنهم،فعلا ! إنها عجائب سر الحياة في هذا الزمن ولكنها عجائب خالفت كل العجائب المدهشة وانزلقت نحو مسلك آخر وهو الشر،صدق الحكيم عندما قال حكمته...عندما يمسك القلم جاهلا..والبندقية مجرما...والسلطة خائنا،يتحول الوطن إلى غابة لاتصلح لحياة البشر،هل بات الوطن الجنوبي اليوم وواقعه المأساوي غابة أمام هذا الواقع السيء،
لقد حان الوقت يا ذوي العقول والحكمة والوطنية،للقيام بالمسئولية التاريخية وتحريك الشرفاء والقوى المجتمعية الصامته معهم للوقوف بجدية،تجاه كل تلك المظاهر السلبية والتخلص منها للحفاظ على الوطن والعيش فيه بحرية وكرامة،وبأمن وأمان وأستقرار ولتبدأ دولة مدنية حديثه يسودها النظام والقانون والعدالة والمساواة،وليكن هذا التحرك طوق نجاة لهذا الوطن البريء الذي طعنه من أبنائه ..
مقالات أخرى