أثناء مشاركتي الاحتفال الكرنفالي الذي نظمه المجلس الانتقالي بالضالع يوم الأربعاء الموافق( 8 ) أغسطس 2018م بمناسبة الذكرى الثالثة لاستكمال تحرير المدينة , خطرت ببالي (مسألة) ثورية اتضحت لي أشياء كثيرة جددت من خلالها الرؤية الثابتة التي يسير عليها (قطار الجنوب) ، هذه المسألة كانت مهمة بالنسبة لي عالجت الكثير من القضايا المطروحة على طاولتي كفرد جنوبي تجسدت في قلوبنا حب النضال وارتبط هذا الحب بالأرض والإنسان (هويةً وتاريخاً وثقافةً).
في هذه الذكرى التحررية بالضالع أيقنت بأن الشعب الذي لا يقهر هو ( شعب الجنوب ) بدون منازع ، وشهادتي بهذا الشعب المعطاء ستظل مجروحة ، على الصمود الأسطوري وإيمانهم المطلق بالمبادئ والثوابت الوطنية بدون دراسة للمفردات ، وتعد انتصار حقيقي ونجاح نوعي للشعب الجنوبي كافة في هذه المدينة الباسلة التي فتحت أبوابها لاستقبال الضيوف المشاركة من شبوة وحضرموت وزنجبار أبين وعدن ولحج لإحياء ذكرى النصر في مدينة شهيد الوطن الرياضية بركان الشاعري بمنطقة (حكولة).
وما لفت انتباهي في ذكرى النصر المؤزر إلا حماس الشعب ومشاركته الفاعلة بعنفوانية جنوبية خالصة على أرض الواقع بنفس الوتيرة التي كنا نشاهدها في الأعوام السابقة ,شعرت ذلك الوقت بأن إرادة هذا الشعب لن تنكسر وأن هذا البحر الهائج لن يقبل إلا الأطهار وأن هذا البركان الذي عاهد الله والوطن سينتصر (حتماً) طال الزمان أو قصر .
بكل حقيقة لقد هزمت كل مشاعر اليأس والتوقعات المحبطة التي كانت تراودني ووجدت نفسي أمام حقيقة الأمر الواقع, أمام عنوان عريض من المجد والوفاء للجنوب, نعم هذا العنوان كان بمثابة رسالة ثورية بهيجة بشهادة الجميع يحمل بشائر النصر والصمود في الحفاظ على مكتسبات الثورة والمقاومة ومواصلة النضال التحرري حتى تحقيق الهدف المنشود.
واقع مختلف وفرق شاسع فلا يغرنكم صمت المجلس الانتقالي فهو يمضي بخطى ثابتة نحو استقلال الجنوب رغم العواصف والتحديات , وحول المسألة التي تحدثت عنها سابقا فهي ( الحكومة ) الفاسدة التي عجزت عن توفير أبسط مقومات الحياة للمواطن الجنوبي منذ تحرير الأرض الجنوبية قبل ثلاث سنوات لكنها سخرت إمكانياتها الطائلة لمحاربة الشعب الجنوبي وانتهجت سياسة التجويع والإفقار لإذلاله والتشويه بنضالاته وتضحياته والحامل السياسي لقضيته ممثلة بالمجلس الانتقالي.
الكل يدرك خطورة المرحلة وأهداف التأويل لشق وحدة الصف والتأجيج والاغتيالات الغاشمة والدفع لصراع داخلي وبث سموم الفتنة والمناطقية من قبل القوى الحاقدة وإظهار الساحة الجنوبية بأنها غير مستقرة لإحباط معنويات الشعب وزرع الشكوك لفقدان الأمل وتدمير الزخم والحماس الثوري الجنوبي ( كل هذه المؤامرات تبوء بالفشل أمام طموحات الشعب الأكثر وعيا وصمودا ) فالحذر كل الحذر من الأبواق المأجورة التي تسعى لتحقيق ذلك ، فالواقع يختلف عن واقعهم والثورة أوشكت على تحقيق الحلم وشمس الوطن تلوح بالأفق بإذن الله تعالى.
كرنفال الضالع أعاد لنا الأمل بنكهة دولة الجنوب ، لقد شاهدنا عرضًا عسكريًا مهيبًا من سرايا المقاومة الجنوبية وفقرات ثورية ممتعة وعرضًا للآليات العسكرية ووقفنا طويلاً في منصات الكرنفال دون شعور بالملل أو التعب بل تفاعلنا مع موسيقية العرض العسكري والحركة النظامية للقوات المسلحة التي سلبت منا وافتقدناها كثيرا ، وكم هو الفخر اليوم أن نعيش مرفوعي الرأس بحرية وكرامة بفضل الله ثم بفضل جنودنا البواسل, لقد شعرنا بالأمن والأمان مجددا طالما وهناك رجال أوفياء يخدمون الوطن بصمت ويرسمون خارطة الطريق للخروج بهذا الشعب الصامد إلى بر الأمان.. كونوا على ثقة تامة..
مقالات أخرى