تتسارع الأحداث يوما بعد يوم ، وتتزاحم المهام ، ويزداد الواقع تعقيدا ، خصوصا في الجنوب وما يخص قضيته العادلة.
ومما لاحظه الجميع في الآونة الأخيرة زيادة الاهتمام الدولي بقضية الجنوب خصوصا بعد تولي غريفيت لمهمة المبعوث الأممي لدى اليمن الذي قدم بوادر إيجابية تنم عن حسن تصرف ودراية ودراسة وقراءة واعية لتعقيدات المسألة اليمنية وفهم لمكامن الإشكال. وهذا الاهتمام لم يحصل إلا خلال السنة الأخيرة فقط ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حسن إدارة ملف القضية الجنوبية من قبل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي التي تمكنت من إيصال الصوت الجنوبي إلى كثير من المحافل الدولية والهيئات والمنظمات العربية والأممية ذات الصلة. فخلال السنوات الماضية كثرت حملات التشويه ضد الجنوب والجنوبيين من قبل جهات معروفة لا تريد للجنوب وأهله خيرًا ، مستغلة ومستعينة بمن أرادوا إلا أن يكونوا ضد أهلهم في الجنوب فنشروا عن الجنوبيين إشاعات وأقاويل وتهماً ، فمن اتهام الجنوبيين بأنهم شيوعيون ويساريون وماركسيون إلى اتهامهم بأنهم قاعدة ودواعش وأن الجنوب مرتع للإرهاب والجماعات الإرهابية وناشرون للفوضى والعبث الممنهج ، مستعينين بأداة إعلامية موجهة ومدربة تنشر هذه الإشاعات وما تلاها بحيث أصبح العالم لا يسمع عن الجنوب إلا ما تبثه هذه المطابخ المعادية.
وهنا كان لابد من توضيح الصورة للعالم وإيصال الجنوب الحقيقي للعالم وهذا ما تم فعلًا خلال العام الفائت وبالتحديد ؛ حيث تغيرت نظرة كثير من العقلاء في العالم عن الجنوب وأهله من خلال عمل سياسي وإعلامي منظم قاده المجلس الانتقالي الجنوبي بمختلف مكوناته وهيئاته ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حسن القيادة والعمل باستراتيجيات جديدة وجيدة تمكنت من اكتساب حلفاء على مستوى الخارج وهذا لم يحصل من قبل.
وبمساعدة الحلفاء تمكنا كجنوبيين خطوة خطوة من السير بخطى ثابتة حتى حققنا تقدمًا لا يمكن تجاهله. إن هذه الإنجازات - وإن كانت في بدايتها- إلا أنها أزعجت وأرعبت أعداء الجنوب الذين ما انفكوا يواصلون شحذ التهم الإعلامية لعرقلة أي تقدم يحققه الجنوبيون على أي صعيد ، وهنا فإن المهام الملقاة على عاتقنا كجنوبيين كبيرة وجسيمه تتطلب أن يقوم كلٌ منا بدوره لنشر الوعي وإخراس الأصوات المعادية ودعم الخطوات التي تقوم بها قيادة الجنوب وصولا إلى تحقيق تطلعات شعبنا المشروعة في الحرية والاستقلال واستعادة الدولة.
مقالات أخرى