عصر الخميس 9/21 الجاري ، جمعنا لقاء بأحد قيادات الصف الأول في مجلسنا الانتقالي الجنوبي - والرجل لا يخزن - وفي اللقاء طرحنا الكثير من التساؤلات التي تؤرقنا ، سواء منها ما يتصل بأداء المجلس ، أو تلك الأمور المرتبطة بالبلاد والوضع العام والمآلات التي تنتظرنا ، وكذلك تقييم حالة العصيان والغضب التي تشهدها رقعتنا رفضاً للغلاء الجائر وانهيار الريال والفساد والعبث و.. و..
بأمانة ؛ كان الرجل حصيفاً في ردودهِ ، وعميق الرؤية في نظرته للأمور وتقييمها ، لكن الأمل الكبير الذي بعثه في نفوسنا وهو يتطرقُ إلى مناشط المجلس وأدائه وتقييمه لكل الأوضاع التي يمر بها شعبنا الجنوبي هو الأكثر أهميةً ، ناهيك عن تعامله بشفافية مطلقة مع ما اعتبرناه أوجه قصورٍ شابت أداء المجلس خلال الفترة المنصرمة ، والأكثر أهمية في استعراضه للضغوط الكبيرة التي تواجه المجلس واعتراض أنشطته سواء في الإقليم أو الداخل.
من بين أكثر النقاط إثارة وحيوية كانت قضية (إعلام) المجلس ، وهي أداة وذراع ضاربة لأي نشاط أو تحرك لأي كيان سياسي ، ولا نسقط هنا غياب هذا العنصر في أداء المجلس ، وفي ظل توافر منظومة إعلامية واسعة وممولة بسخاء من الخصوم لمجلسنا وشعبنا الجنوبي عموما - وتناولتُ هذا كثيرا في كتاباتي الصحفية - لكن كانت البشرى باقتراب موعد إعلان وبث فضائية المجلس الانتقالي ، والتي يتبنّى تحريكها الشيخ الفاضل والمناضل هاني بن بريك ، وكما لا يفوتنا هنا التنويه إلى اعتراض السلطة الشرعية لوجود هذه القناة ، بل ومحاربتها لدى كل الجهات المتكفلة ببثها لمجلسنا وبكل الوسائل..
من نافل القول الإشارة الى أن هذا القيادي في المجلس الانتقالي قد بعث فينا الكثير من الأمل والتفاؤل ، ومرد ذلك إلى الصورة الحية التي تلقيناها عن أداء قيادة مجلسنا وأنشطته ، بل ومتابعته لكل شاردة وواردة في حياتنا عموماً هنا في الجنوب ، وطبعاً إن عدم توافر النشاط الإعلامي المكثف للمجلس بسبب الإمكانيات وبالتالي توافر أدواته أفضى إلى هذه الثغرة الكبيرة ، وغيّب الكثير من الحقائق عن العامة ، وهي المسألة التي استعاضت عنها قيادة المجلس بالتعبير : ( نحن نعمل بصمت.. ) وهذا حقيقي وواقعي كما اتضح ، وإن كان لا يجدي العمل بصمت يغيّب الشريحة الواسعة من قاعدة المجلس ، ويمكن أنه يسحب وعلى المكشوف من رصيد هذه القاعدة الجماهيرية الواسعة الملتفة حول مجلسنا هذا ..
صبغَ الحديث أنشطة مجلسنا حديث جاد وناقد عن الآلية التي اتبعت في تشكيل قوام القيادات المحلية في المحافظات والمديريات ، وهذه قضية ندركها جميعا ، وكان الإقرار بمسألة الخطأ الذي وقع من القيادة بالركون إلى قيادات بارزة في حراكنا الجنوبي لتحمل هذه المسؤولية ، وهي مسألة يمكن تداركها بجدية خلال مسار النشاط اليومي لهذه الهيئات وتقييم أداء أعضائها - وهذا واقعي - لأن الأهم بالنسبة للمجلس والجنوب عموما هو توافر هذه الهيئات ومهما شاب تركيبها من أخطاء - والخطأ وارد ولاشك في أي نشاط - ولكن المهم أنه من غير المنطقي أخذ موقف الضد من المجلس والجنوب وقضيته على خلفية تشكيل هذه الهيئات لأنها لم تحمل اسم فلان أو علان من ناشطي الحراك والمناضلين لأجل جنوبنا.. وهذا أكثر من منطقي ولاشك ، بل هو يكشف من يعمل صادقاً لأجل الجنوب وقضيته العادلة ، ويكشف من يعمل للظهور أو لأجل مصلحة أو مسؤولية أو.. أو..
قبل الختام .. لا تفوتني الإشارة هنا إلى أن اللقاء كان أكثر من إيجابي ومفيد ، ولكم أتمنى أن تكثف قيادة مجلسنا نزولاتها الجماهيرية في الشارع الجنوبي ، فهذا عمل إيجابي ومثمر بكل المقاييس ، كما وتوافر صحيفة ورقية أسبوعيه – (4 مايو) - ونتمنى أن تصير يومية تتحدث عن المجلس وهو شيء إيجابي ، رغم معرفتنا بالكلفة الكبيرة لإصدارها الآن ، ولكن ذلك يوجد وسيلة التواصل الحي بين قيادة المجلس وقاعدته الجماهيرية العريضة ، ونتمنى أن تلتفت القيادة الشابة للصحيفة لهذا الجانب الحيوي والمهم في أدائها الذي تشكرُ عليه بدون شك..
في الأخير .. مجلسنا الانتقالي الجنوبي يسير اليوم بخطىً واثقة في أدائه ، ويمكن أن كثيرين في الشارع لا يعون مقدار الجهد المبذول في هذا السياق ومدى نتائجه ، ويمكن أنهم لا يدركون مقدار الضغوط التي يتعرض لها مجلسنا من كل جانب ، وكذا لا يدركون مستوى الظروف الموضوعية والارتباطات المحيطة به مع الإقليم وقوى الداخل وخلافه.. لكن الأهم هو أن المجلس قد فرض نفسه كرقم حي وفاعل في المعادلة القائمة ، وأن مجلسنا وقيادته يسيرون وبثبات وبخطىً واثقة نحو اليوم الذي ستشرق فيه شمس جنوبنا وحلمنا الذي انتظرناه طويلاً ..
مقالات أخرى