احمد عبدربه علوي
ارحموا الوطن وشعبه

رغم ظروف الحرب الأهلية , وحروب الأعداء الحوثيين , ومن في فلكهم الصّعبة التي تعرّضت لها عدن وبقيّة المحافظات الجنوبية ــ لعدة سنوات ــ التي مازالت آثارها تخيّم على الحياة في كل المجالات هناك ؛ إلاّ أنّه يمكن القول :إنّها مدينة عدن , وكلّ المدن الأخرى تقاوم كل الصّعاب يسكنها شعب يتحدى وقاهر الصّعاب,ولديه قدرة عجيبة على إعادة الوقوف على قدميه مرة أخرى يجعل الكثير من المواطنين يتساءلون : هل يعود الزمن الماضي؟ ... ماذا جرى لهذا الزمن؟!... زمن انعدمت فيه المشاعر , والأحاسيس , وتحجّرت فيه القلوب...زمن غابت عنه الشهامة والمروءة وذهبت صلة الرحم... زمن أصبح فيه الجار عدوًا لجاره...يتصيد له الأخطاء...زمن كان الجار يحب جاره... يفرح لفرحه...ويحزن لحزنه...زمان كانت الأسرة أسرة واحدة... الأب والأولاد والأحفاد يقيمون في منزل واحد...يجمعهم الحبّ ,والحنان,ويجمعهم أيضــًا طبق ,أو صحن واحد... كان الابن يقبّل يد أمّه وأبيه كل صباح...منتظرًا منهما دعوة صالحة...أما الآن اختلف الزّمان وانقلبت الموازين وتغيرت قواميس الحياة وأصبح زمنًا آخر غير زمان...زمان البلاطجة قليليّ الأدب والاحترام...الابن يضرب أباه...زوجة أب تعذّب ابن زوجها ــ الطفل ــ حتّى الموت لغلطةٍ بسيطةٍ ارتكبها الصغير بغير قصدٍ من معالم هذا الزّمان ...اختطاف الطفل أيّ طفل كان ,واغتصابه وقتله ,والكثير من القضايا الشائنة المخالفة لعادات الزّمان القديم الجميل , وهناك الكثير من هذه الأنواع في سلوك الناس في هذا الزمن اللعين الشاذ... إنّها سلوكيات غريبة على مجتمعناالإنساني...هل طغت المادة في هذه الجرائم البشعة ـــ التي استحدثت في هذا الزمن بعيدة عن المادة ــ ؟.؛ إذن... ما هي المسبّبات الواقعة وراء هذه الجرائم؟؛والسؤال:هل يعود الزمن الماضي من جديد؟نأمل ذلك عما قريب .

يجعلنا نسأل كل هؤلاء الذين يتسابقون على حكم البلاد الآن :هل حاسبتم أنفسكم لتعلموا إن كنتم قدمتم لنا نموذجًا مشرفا نثق بأنّه يعبر بنا على تراث محن هذا الزمان من القهر والفساد نحو أمان العدل والقانون، أم أنّ كلّ ما يجري الآن يقودنا إلى محنٍ وفوضى وفساد جديد , وقهر من نوع مختلف، اسألوا أنفسكم أيّـُها المتنافسين على عرض السلطة : هل سعيتم للتعايش مع خصومكم من أجل مصلحة الوطن؟، أم أن كل فريق أراد لنفسه من البطش والسيطرة ما كان للرئيس/عفاش ,ومعمر القذافي وحسني مبارك , وجنودهم ليعلموا هم وأحزابهم , أو تياراتهم أو أفكارهم ولا يعلى عليهم، حاسبوا أنفسكم حتى لا يكون خلف كل قيصر يموت قيصر جديد...يجب أن يعرف كل مسؤول في بلادنا إنّنا جميعًا ندرك أنّ الظروف والتحديات التي تمر بها سفينة الوطن لن تمر بها طوال تاريخها... فالعواصف والأمواج الهادرة تضربها من كل جانب... والموت يحدق بها في كل لحظة شياطين الإنس وقراصنة البر والبحر... في الداخل والخارج يتحينون الفرصة للانقضاض عليها وإغراقها وهنا أسأل هؤلاء وكل مواطن ومواطنة : بالله عليكم إذا لم توحدنا هذه الظروف الخطيرة التي يمرّ بها الوطن ؛ فمتى نتّحد بحقّ؟! صحيح أنّ سفينة الوطن مرت بالعديد من الأزمات التي هددت حياتها ووجودها ؛ ولكن في كل مرة كانت تخرج منها قوية عتية.. وكأنّ الأزمات التي تضرب جوانبها تقويها  ولا تضعفها ...هذه هي بلادنا العظيمة... ومن هنا أصبحت وحدتنا الجنوبية فريضة واجبة واصطفافنا واجبـًاوطنيا، فعلى أعتاب وحدتنا ستتحطم كل المؤامرات والدسائس التي تحاك لبلادنا في الجلسات الجانبية , ومقايل القات في الليل البهيم ... ونحن عندما نطالب بوحدة الجنوبيين...فـ إنّنا نتمنّاها وحدةً بلا شروط...أقصد اصطفافا وطنيًا بلا أيّ شروط مسبقة ؛ فـ البعض يقول مثلا : كيف أضع يدي في يد المعاكسين لرأيه وكل كلامه ، يقول : أضع يدي في يد الانفصالي أو السلفي أو من جماعة الشرعية أو الانقلابيين المتمردين أو الشيوعيين أو الجنوب هذا هراء كلام فارغ لا ينصرف! وهكذا تتفتت الجماهير  ولا تتوحد أبدًا.. لهذا نطالب بوحدة غير مشروط تضمّ كافة أبناء وطن الجنوب ــ دون تفرقة على أي أساس ــ فلا يوجد عندنا دين يفرقنا , ولا مذهبية تمزق أواصرنا ؛ فنحن جميعا (شوافع، سنّيون) فنحن ورب السّماء في خندق واحد , وفي معركة واحدة ونواجه عدوًا واحدًا؛ليعلم من يعلم أّنّ وحدتنا الوطنية هي سبيل نجاتنا على مر الزمان... ومع تعدد المحن واليوم عندما نطالب بتوحّد الكلمة , والهدف خلف قيادتنا لا نهدف لتدعيم حاكم قال بنفسه أنا لست صاحب مقام عالٍ... فصاحب المقام العالي هو الشعب ؛ بل زاد على ذلك وقال أكثر من مرة:أنا واحد منكم.

اذن دعوتنا لوحدة الصف , لا مصلحة فيها إلاّ للوطن، ولا فائدة منها إلاّ للشعب ؛ فـ أرحموا هذا الوطن وأهله.

مقالات أخرى

نضالنا المستحق .. ونضالهم المدفوع .

فضل مبارك

أيهما اولى بالدعم المركز ام المدرسة!

عادل حمران

وهل تعرفون كشوفات الإعاشة التي تصرف من إيرادات شركة صافر.

محمد عبدالله القادري

"عام دراسي جديد وأولادنا بلا تعليم والمعلمين بلا حقوق"

سحر درعان