لقد اطلق الرئيس عبدربه منصور هادي ، بختام الكلمة بمناسبة الذكرى 55 لثورة ال 14 من اكتوبر 1963 م ، كلمات باللغة الانجليزية ، لأول مره يتحدث بها الرئيس في خطاب رسمي ، ولا يزال البحث مستمراً لمعرفة الهدف والمغزى من نطق تلك الكلمات ؟ ومن هي الجهات التي يقصدها الرئيس ؟ عندما قال :
We are here where you are ! .
البعض يعتقد بان هذة الكلمات هي عنوان بارز ، لربما عن محادثات سرية بالغة الخطورة قد تتعلق بالارهاب او بالامن القومي ، اطلع عليها مؤخراً هادي ، وعن قصد تلفظ بها هادي بختام الكلمة ، وباللغة الانجليزية كتوجيه رسالة قوية جداً إلى من يفهمها ، وقد تكون في مقتل ، وعلى راي المثل القائل :
البج الخي يفهم الجمل ، ولكن لايزال الجمل غير معروف حتى الان .
لقد كانت كلمة هادي قوية ، وبمثابة إعلان حرب ثالثة على الجنوب ، الحرب الثانية والتي قد يكون هو قائدها بعد الحرب الأولى بعام 1994 م ، ايضاً تعمد هادي بزيادة العداء للجنوب ، باختيار وتكليف رئيس مجلس الوزراء من محافظة تعز ، وكان الجنوب لا توجد فيه كوادر قيادية قادر على ترأس الحكومة !.
لقد اخطأ هادي فيما جاء بتلك الكلمة ، وتجاهل قضية شعب هو جزء منه ، واعتبر مخرجات الحوار كانها قرآن وخصوصاً فيما يتعلق بالاقاليم ال 6 ، غير مبالي بما حاصل بهذة الاقاليم من حراك لا يعترف بمشروع الاقاليم ، وخصوصاً بعد اندلاع حرب عام 2015 م ، والتي لا تزال حتى اليوم ، بينما فخامة الرئيس لا يزال يتمسك بحلم الاقاليم والذي لا يمكن ان يتحقق وعلى وجه الخصوص في الجنوب ، واذا فرض تنفيذه بالقوة قد تكون له عواقب وخيمة على البلاد والعباد.
لابد ان يدرك هادي بان المرحلة حالياً ليس مخرجات حوار صنعاء الحرب على الجنوب بعامي 1994 م و 2015 م ، وانما هي مرحلة ارادة شعب قدم ولا يزال يقدم يومياً الشهداء والجرحى من اجل استعادة الدولة ، ولربما يرتضي هذا الشعب اذا وافق اي ضغوطات دولية فقط بمشروع الاقليمين ، اقليم في الشمال و اقليم في الجنوب كمرحلة اولى حتى يتم استعادة الدولة كاملاً ، مما يتوجب على هادي ادراك جيداً هذا المطلب الشعبي حتى يستقر الوطن ، اما التمسك بمخرجات انتهت مع إعلان حرب 2015 م ، فهذا الكلام غير صحيح ولن ينفذ ولو بالقوة ، وكما قيل اليوم ليس كلامس ، والسهم قد انطلق ولا رجعه إلى باب اليمن .
نحن هنا أين أنتم ؟ من خلالها نتذكر الراحل الليبي معمر عندما قال : من انتم ، لكن هادي قال أين أنتم ! ، والفرق بينهما هو في _ من و أين _ والتشابه كان في _ أنتم _ والتي ترمز الى الجمع ، فاذا كان هادي يتخاطب مع الجماعة ، فليعلم بان النصر مع الجماعة في تقرير وتحديد مصيرها ، بوقت قد يقول فيه هادي من أنتم ؟ ، وسوف يدرك بان الحرب التي إعلنها من الرياض ، كمثل إعلان عفاش الخرب من ال70 ، قد خسرها هادي وهو لايزال يعّول على الاخرين في كتابة الكلمات والبيانات والذين ليس لديهم اي قضية ، كمثل شعب الجنوب الحر .
لهذا لابد لهادي ان يعطي الجنوب مسقط رأسه الحق الكامل بالحرية والاستقلال ، كفى حروب واقتتال ، فهذا الهدواء السائد الان قبل وبعد We are here where you are ، ربما لا يبشر بخير قادم داخل أرض الجنوب ، وقد يكون بمثابة العاصفة التي لا يعلم هادي كيف سيتم رصدها ، وماهو مستوى خطورتها مستقبلاً على البلاد والعباد ، نرى اي استقرار داخل هذا الوطن لابد ان يحدث بتحقيق العدالة والانصاف لشعب الجنوب من خلال تمكينه من استعادة الدولة والعيش بعزة وكرامة ، فشعب وارض الجنوب ليس مساحة محافظة او اقليم ، وانما دولة دخل الوحدة بروح وطنية ، فكان رد الجميل هو الحرب ، وقد قيل ضربتين بالرأس توجع ، لهذا فان شعب الجنوب شعب مؤمن ولن يلذغ من تحت الحجر مرتين ، وعلى هادي التراجع عن إعلانه الحرب الثالثة على جنوب اليمن ، لان سوف يخسر المعركة من بدايتها ، وقد يخسر أرض الجنوب الطاهر او العيش داخل فنادق الرياض ، لان الجنوب يرسم حدود الدولة والحرية والاستقلال قادم بقوة الرجال الأوفياء الشرفاء على الميدان ، وليس على طاولات الطعام خارج الحدود ، وعندها فقط سيتحدث هادي عربياً وانجليزياً أين أنتم ، ولن يسمع اي رد غير صدى صوت الجدران ، هنا سيعلم بان الجلسة انتهت باستعادة دولة الجنوب ، ولسوف يصبح هادي هو الخسران الأول والاخير لا من أرض الجنوب او الشمال ، وقبل ان يحدث هذا الخسران يقع على هادي إعادة النظر في مشروع ال6 الاقاليم ، وعلى ان يتحدث بلغة القرآن ، لان قد تغير المكان والزمان ، ويقع على هادي ان يصحو من الاحلام وكثرت الكلام ، فشعب الجنوب ينتصر بقوة لا تقهر ، وهو يحقق اعلى الارقام نحو طريق استعادة الدولة ، وانما الصبر مجرد ساعة .
19 _ 10 _ 2018 م.
مقالات أخرى