يحق لعدن ان تفخر بهؤلاء، رجال الحرب، وهاهم اليوم يقدمون نموذجها الاجمل كبناة للسلام والأمن، كيف لا وهم النخبة العدنية التي وقفت سداً منيعاً ضد الغزو الحوثي، وتقاطر منتسبوها لبذل التضحيات، كان اسم الكتائب أشهر من نارٍ على علم، وتصدرت ساحة المقاومة بجانب باقي القوات في عدن طوال فترة الغزو، واستطاعت وباقي فصائل المقاومة ان تلحق بالحوثي واذنابه هزيمة نكراء تكللت بطرده من تراب عدن.
• كنت ولا زلتُ عند رأيي: ان كتائب المحضار ارتكبت خطاءً استراتيجيا، في ترك مواقعها في عدن، وهي صاحبة الأرض، وصانعة الانتصار، والأقدر على إدارة مرحلة مابعد الحرب، وهي التي تميزت منذ اليوم الاول لتأسيسها بالتنظيم، لكن الكتائب اختارات الاندفاع بقواتها للخروج لمواجهات خارج حدودها الحغرافي، الأمر الذي ترك عدن فريسةً لقوى الشر لتزيد هجماتها الإرهابية في تلك الفترة، التي صاحبها انفلات أمني.
• الآن عادت تلك الكتائب تحديداً في نطاقها الجغرافي (الشيخ عثمان - المنصورة - دار سعد) معقل جُل أفرادها الذين يشكلون عمودها الفقري، وهي بالمناسبة استطاعت أن تضم كل الجنوب باختلافهم تحت جناحها، وهاهم اليوم يحدثون طفرة لمسها الجميع وبدأ الناس يتنفسون الصعداء تعبيراً عن ارتياح وقبول مجتمعي لهذا الانتشار الأمني، من خلال الانضباط في اكبر مديرية سكانا في عدن.
• كتائب المحضار هي أقرب لـ (النخبة العدنية) التي تعرف طبيعة تكوين عدن، وكيفية التعامل مع أهلها والقادمين إليها، فكما يقال: "اهل مكة ادرى بشعابها"، وهي فرصة مواتية لانخراط تلك الكتائب لتكون القوة الضاربة لـ امن عدن، فهي الاجدر بهكذا مسؤولية فالتركيبة الذهنية وطبيعة العدني تؤهله للتعامل مع اي طارئ يحدث في العاصمة عدن.
• هذه دعوة صادقة مني لمسؤولي الأمن ممثلة باللواء شلال، وقيادات الكتائب وعلى رأسهم شلال والشيخ بسام محضار للقيام بهذه الخطوة المهمة، لتكون في المقدمة وصاحبة الريادة رفقة باقي القوات المتواجدة في عدن، فمن استطاع حمايتها وقت الحرب، هو الأقدر وبدون شك على حفظها وقت السلم واعادة الامور الى نصابها وأفضل.
