قال الله تعالى : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا).. وهاهي أمة الإسلام تحتفل بميلاد رحمة الله للعالمين ، ميلاد ليس كمثله ميلاد ، تطل علينا مناسبة من أعز المناسبات في تاريخ الأمة الإسلامية.. وهي مناسبة ذكرى مولد الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) . أطل علينا نور المصطفى يحمل للدنيا رسالة رب العالمين ، تلك الرسالة التي غيرت مجرى التاريخ والحياة وكثيرًا من الأشياء، ولاشك أن احتفالنا بهذه المناسبة العظيمة تعتبر وقفة مع التاريخ ليستعيد الإنسان ملحمة البطولة الإنسانية التي جاءت بكتاب الله (القرآن ) الذي قال فيه الحق أنه سبحانه قد اختار له خليفة في الأرض هو الإنسان نفسه.

إننا مدعوون للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة التي تجدد محبتنا لرسول الله وتقديرنا لجهوده وجهاده لنقف فيها خاشعين أمام هذه الذكرى الجليلة يوم الثاني عشر من ربيع الأول وهو يوم ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولعل أفضل أنواع الاحتفالات هي أن نجعله قدوة ، نجعلها فرصة لتأكيد الولاء والاحترام لكل ما جاء به من تعاليم وقيم وسلوكيات راقية وكان نموذجا للتسامح والغفران. يقول الله تعالى :" وإنك لعلى خلق عظيم"، هذه شهادة كبرى وتكريم عظيم من الله في ميزان الله لعبده. يقول له فيها " وإنك لعلى خلق عظيم" ويعجز كل قلم وكل تصور من وصف قيمة هذه الكلمة العظيمة من رب الوجود.

 دعونا نتمعن جيدا برسالته النبيلة العظيمة :" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فكان مولد الهادي الأمين رسول الرحمة والإنسانية أسوتنا الحسنة في المكارم الأخلاقية والقيم والفضائل النبيلة والمبادئ السامية في 12 من ربيع أول كان مولد الهدى والنور ، وأشرقت على العالم شمس الحقيقة والعلم ، وتلاشى ظلام الجهل والتخبط وانتقلت البشرية من الظلمات إلى النور بمولد محمد (صلى الله عليه وسلم) لذا فإنه يتوجب علينا أن نتخذ من أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منهجا وسلوكا وتربية حتى تستقيم حياتنا وتنهض أمتنا وتخرج من ويلات الحروب ومصائبها التي نعاني من مشاكلها وآلامها اليوم. حرب فرضت علينا بدعوى الإسلام الجديد والفتاوى الخاطئة وحشر الدين في السياسة.

السلام عليك يا رسول الله يوم أضأت الكون بنور بصيرتك وهديت الناس بصدق رسالتك وكنت للخلق الهادي البشير.. يا سيدي يا رسول الله أيها النبي العربي اسكنا مرة أخرى .. اسكن عقولنا من الجنون الذي اجتاح عقول الكثير من البشر في هذا الزمان المعيب.. اسكن إرادتنا .. اسكن عزيمتنا لنكون معك (خير أمة أخرجت للناس).. السلام عليك يا رسول الله.. في يوم مولدك  يوم ظهرت بشارتك نورًا للدنيا وعدلا للناس ومساواة بين البشر وإعلانا للحق وإزهاقا للباطل، وقوة للمؤمنين الصابرين العاملين .. صلى الله عليك يا رسول الله، صلى الله عليك يا رسول المحبة والسلام..