م. سالم صالح عباد
سنمضي قدمًا نحو استعادة الدولة الجنوبية

حتمًا ستتوقف الحرب يومًا ما وستعود الحياة إلى مجاريها ، ولكن ستبقى جراحاتنا تنزف دمًا ، فالهوة والانقسام التي صنعتهما الحرب العبثية لن تجلب لنا إلا مزيدا من المحن والمخاوف والشعور بالحسرة والألم.. كانت حربًا شعواء غير مبررة خسرنا فيها الأخلاق والتنمية وكل الإنجازات التي تحققت بفضل ثورة أكتوبر رغم السلبيات التي رافقت مسيرة الثورة والتنمية.

حرب غير عادلة مازالت خفاياها طيّ الكتمان والتستر والرهبة في بيئات نُشئت وأُسست أوطانها على أشلاء الضعفاء من السكان الأصليين , وها هي وجوههم القبيحة تتكشف وضوحا من خلال مواقفهم العدائية لحق شعبنا في العيش الكريم وهم يعلمون مسبقا أن مواثيق الأمم وشرائع الله المنزلة على عباده في الأرض تؤكد حق الشعوب في الحرية والاستقلال ، ووفقًا لتلك المواثيق والعهود الدولية التي صاغتها الدول العظام انتصارا لكرامة وحرية الإنسان بعد الحرب العالمية الثانية.

ها هم يفرضون على شعبنا الجنوبي حصارا خانقا بحجج ومبررات واهية معززة بالتهديد والوعيد في ظل معرفة دول مجلس التعاون الحقيقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوربي ومجلسهم الأمني بأن محور الصراع الدائر في المنطقة عامة واليمن خاصة هي القضية الجنوبية العادلة التي يطمح شعبها إلى استعادة حقه المشروع بعيدًا عن الهيمنة والوصاية والإذلال والتبعية التي يخططون لها.

ومع تخاذل دول الإقليم ومداراة الأمم المتحدة والجامعة العربية أمام القضية المصيرية لشعبنا الجنوبي تكبر وتتسع آلام شعبنا , ويختل ميزان العدالة والمساواة ليحدث لنا مزيدًا من التدهور الاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي ومزيدًا من المعاناة التي تثقل كاهلنا ، إلا أننا نؤكد مجددًا بأن تلك الانتصارات التي أحرزتها المقاومة الجنوبية لا يمكن لها أن تختطف من بين أيدينا مهما كبر وتعاظم التآمر الإقليمي والأمريكي والصهيو ماسو بريطاني ، طالما نحن صناع الثورة مستمرون في حراكنا الميداني المحلي والدولي وطالما لدينا الرؤية السياسية التي عنوانها الكرامة والحرية واستعادة الدولة , وسنمضي قدما لتشكيل الوعي بالأدوات والخطوات الصائبة القادرة على أن تعيد تشكيل ورفد وتوثيق وتثبيت الأفكار والتعبئة وبالأسس السليمة لمعالجة الأخطاء وتصويبها بما تخدم الأهداف الاستراتيجية التي نطمح إليها ومن أجلها قدم شعبنا آلاف الشهداء والجرحى ولايزال يواصل بطولاته شرقا وغربا بإرادة لا تنكسر , فتلك الدماء الزكية التي سقطت في الجبهات هي تاريخنا وطليعة انتصاراتنا انطلاقا من أن الشهداء هم الجزء الأكبر إشراقا في تاريخ ثورتنا السلمية التي حتمًا سنصل بها إلى ذروة الكفاح المسلح لانتزاع حقوقنا المسلوبة بتواطؤ إقليمي دولي .

وليعلموا بأننا سنمضي قدمًا نحو استعادة الدولة الجنوبية المغتصبة وسنعمل بما أوتينا من قوة على تعزيز وحدتنا الوطنية الداخلية باعتبارها الطريق إلى النصر ، ونؤكد على ما قاله الرئيس المناضل عيدروس الزبيدي بأننا متمسكون بالمقاومة كخيار استراتيجي لتحرير الأرض كاملة من رجس الاحتلال وكل من يعترض طريقنا لتأسيس دولتنا الجنوبية ، وماضون مع كل الشرفاء لتعزيز مبدأ التصالح والتسامح المعززة بالثوابت الوطنية والحرص على وحدتنا الداخلية وحمايتها وصيانتها وتحريم دم الجنوبي على الجنوبي إلا على من طغى وتكبر ، ونحذر من الانجرار إلى هذا المستنقع وحصر المعركة على تحرير الأرض وإدارة مؤسسات الدولة ، وندعو إلى الشراكة مع كل القوى الوطنية في الداخل والخارج لقطع الطريق أمام أعداء الحرية وانطلاقا من المسؤولية المشتركة تجاه الوطن أرضا وشعبا ، وحتمًا حتمًا سنظفر بالنصر والعزة والكرامة وستظل قيادتنا السياسية نبراسًا ينير لنا الطريق وثورةً تشعل كل ساحات الوطن لتسجل بداخلنا الانتصار العظيم واستشراف المستقبل.

 

مقالات أخرى

نضالنا المستحق .. ونضالهم المدفوع .

فضل مبارك

أيهما اولى بالدعم المركز ام المدرسة!

عادل حمران

وهل تعرفون كشوفات الإعاشة التي تصرف من إيرادات شركة صافر.

محمد عبدالله القادري

"عام دراسي جديد وأولادنا بلا تعليم والمعلمين بلا حقوق"

سحر درعان