عام 2018م، يرحل عنا بعد أيام قلائل يحمل معه جراحًا وألما وفوضى وحروبًا ودماءً وشهداءً ومازلنا نتخبط ولا يكاد يستقر نظام مرحلة من المراحل في حكمه وقبل أن يثبت دعائم وأوتاد حكمه حتى يفاجأ بمرحلة جديدة وبشعب ثائر لا يتوقف عن الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات..
ترى ماذا يخبئ لنا القدر في العالم الجديد القادم 2019م؟! ، إن شاء الله كل خير وأمن وأمان واستقرار.. خلاله - وبالأصح فيه - تجتمع القلوب والنوايا الحسنة المخلصة لهذا الوطن وشعبه الصابر ونترك الصراعات والفتن والدسائس والمؤامرات والتظاهرات والثورات المشبوهة المصطنعة المخططة من الخارج والاحتجاجات لنظل في دوامة بلا قرار ، تحرم الوطن ولا نتوقف لحظة لالتقاط الأنفاس وترتيب الأدوار للبناء والتنمية ، الكل ينظر بعين واحدة والأيام هذه والصراعات وويلات الحروب طالت كل شيء ، والفقير والمعدوم يزداد ألمًا وبؤسا ونتجه شئنا أم أبينا إلى الأسوأ والخراب كأننا نساق إلى الموت ونحن ننظر!.
كلامي ليس تشاؤما ، بل لحظة صدق مع النفس وتأمل في الواقع ورجاء أن يحمل العام الجديد 2019م، الخير والتفاؤل لأبناء هذا الوطن الجريح ، أيام قليلة وسيرحل عام 2018م، بكل مآسيه ومواجعه وبلاويه ومجيء عام 2019م، نتمنى أن يكون عام خير وبركة على بلادنا وعلى أشخاصنا وعلى أحبائنا وعلى الناس أجمعين.
أحلم بعام سعيد تنتهي فيه الحرب المدمرة للوطن والمواطن.. أحلم بعام سعيد تتوحد فيه نوايا القلوب الصافية.. أحلم بعام سعيد لا متاعب فيه ولا أزمات ولا توترات ولا حوادث ولا كوارث ولا اقتتال ولا تخويف أو ترهيب.. نبني أكثر مما نهدم ، ونحب أكثر مما نكره ، ونعمر أكثر مما نهدم ونخرب، نعيش في حرية وفي أمن واستقرار (بمعنى الكلمة) في بلادنا الطيبة وأهلها الطيبين..
نودع عاما مضى وهو عام 2018م، ونستقبل عامًا يأتي وهو عام 2019م، ورغم أن الأخطار تحيط بنا والمشاكل والمؤامرات الجانبية تثقل ظهورنا وتعيق خططنا وتضعف إمكانياتنا.. فإننا ماضون بعون الله وعون شعبنا الطيب المسالم ، وكلنا أمل أن تتوقف المهاترات والمناكفات والمؤامرات ؛ لأن مثل هذه القضايا والشوائب لا تخدم الوطن والمواطن.. نريد أن نتوجه جميعا إلى بناء الوطن الحبيب بمعنى الكلمة ، والإخلاص والمسؤولية من حيث مكافحة الفساد والمحسوبية والفقر والبطالة والارتقاء بمستوى المعيشة وإصلاح الوظيفة العامة للدولة ، وكذا إصلاح الإدارة العامة في جميع الأجهزة الحكومية وإزالة المعوقات وبيروقراطية المكاتب وتقديم كافة التسهيلات.
نأمل خلال العام الجديد أن تعمل الحكومة برئاسة الأخ د. معين عبدالملك سعيد على تطوير سياسات التعيين في الوظائف العامة وأسلوب شغل الوظائف الشاغرة من المحتاجين والمؤهلين لحيث وأن الكثير من رؤساء المرافق عملوا على توظيف بلادهم وأقاربهم ، تصوروا أحدهم عمل على توظيف اثنين من أولاده بدرجة مدراء عموم وثلاثة آخرون بوظائف كتبه!.. اسألوا وستجدون أن ما نقوله هو عين الصواب.. مطلوب وحدة المعاملة بين المتقدمين لشغل الوظائف وضمان العدالة وتكافؤ الفرص على ضوء ما جاء في نصوص الدستور حتى يكون شغل الوظائف مرتبطا باحتياجات عمل حقيقي وفقًا للمقررات الوظيفية المحدودة وذلك ضمانًا لحسن سير العمل ومتطلباته والاختيار السليم .
أخيرا.. ونحن نستقبل عاما جديدا 2019م، ونودع عاما لابد أن نرفع أيدينا إلى السماء ندعو الله أن يمنحنا الخير والصلاح لنا ولبلادنا وأن يرفع مقته وغضبه عنا ، وأن ينشر الأمن والاستقرار وإنهاء الحروب والمآسي في بلادنا ، وأن يعقل هؤلاء الرعاع الهمجيين الذين يسيئون إلى سمعة الوطن وأهله بتصرفاتهم الشائنة.. وكل عام وبلادنا وشعبنا الطيب الودود بخير وأن يمضي عام جديد محمل بالأمل والتفاؤل وأن يكون عام 2019م، هو عام الهدوء والسكينة ، عام المتغيرات والأفكار الجادة.. عام السلوك القويم.. عام بناء الإنسان الجنوبي بمعنى الكلمة..
مقالات أخرى