عام 2018م، نودعك بعد أيام .. كنتَ أتعب وأتعس أعوام بلادنا ، أيامك كانت تراكم فسادًا ومجاعةً ، وانهيار مقومات الحياة في بلادنا ، وانهيار التعليم ، وتجذر مجتمع وانعزال جماعات.. أيام الهوان ، وانصرف فيها الشعب مهموما إلى معركته اليومية بحثا عن حاجياته ، رغيف خبز وبترول لسيارته وشمعة لإضاءة بيته في بداية أيام العام المنصرم دبة جاز لبيته و..و.. أما شريحة منه اتجهت إلى معارك تنمية الكروش نتيجة للفساد المستشري في البلاد وانطلقت الكروش مطمئنة في فسادها وبلطجتها ، تفكر في التمسك والتمكين في توريث الحكم بغرور كانت لهم الأبعدية والشعب الرعية.. نرى البعض من العيار الثقيل المقربين يعتمد لبقائه في الحكم على دعم الخارج بفتات التواصل من خلال قنوات الاتصال والاستدانة المذلة وتحويل الشعب إلى مستهلك فقط.
مع العمل أيضا على نشر التصحر الفكري والدفع بأقزام تعملقوا تحت أضواء فضائيات وتهريج ترديد الشعارات والبيانات وغيرها.. الأهم لإكمال هذا التآمر الأخطبوطي تحويل صاحبة الجلالة الصحافة إلى جارية في بلاط الحاكم ، فيفقد الشعب محاميه بعد أن جرد من منابر الفكر وكلمات التنوير والحق.. ضاعت نزاهة الحكم وعم الفساد والإفساد في الفترة السابقة ؛ حيث كلما بدأ الشعب حوار ذاته خوفا على حاضره ومستقبله.. بموروثه الحضاري في السنوات الماضية أدرك أنه مسؤول عما حدث له وعليه التصحيح.. ثار.. كانوا حينذاك زوار الفجر في انتظاره ، مرت الأيام والشهور والسنين منذ تاريخ 22 يونيو 1969م، المسماة خطوة 22 يونيو التصحيحية ، وهي بالأصح خطوة الخراب يوم ما رفعت فيها أعلام الشيوعية الماركسية وخطوة 13 يناير 1986م، الدموية وحرب بين قبائل الجنوب بعضهم ببعض راح ضحيتها أكثر من أربعين ألف قتيل ومفقود ، ولا تزال قبور الكثيرين منهم غير معروفة حتى يومنا هذا.
بدأ الشعب في نزاع الأقنعة والتعرف على كواليس يناير الخادعة.. رحلة شاقة لم يعتدها من قبل.. لا خلاف اليوم بأن عام 2014م، هو عام ولدت بلادنا الجديدة الجنوب العربي بحق وحقيق وسترتقي بروح شعبها وعزيمته وستكون اسما على مسمى أم النضال ودرة الشرق ، وأتمنى لنا شمس هذا العام الجديد 2019م القادم إلينا بعد أيام قليلة والطريق الصحيح الذين نسعى إليه وننعم بدفئه ونستظل بظله لاستكمال مسيرة الوطن متحابين متعاونين نجني ثمار ثورة شعبية عظيمة انطلقت شرارتها من وسط مدينة كريتر الباسلة من عام 2014م، ثورة سلمية التف حولها الشعب بجميع أطيافه وأشاد بها العالم أجمع.. الذي لا يسعني في أواخر العام الجاري المنتهية أيامه بعد أيام قلائل إلا أن أقول بأنه آخر أعوام الحرب في اليمن.
وعام 2018 الذي أوشك على الرحيل شهد أحداثا مهمة وفارقة في تاريخ الحياة السياسية اليمنية.. تشكلت معها خريطة جديدة للحياة السياسية التي شهد تركيز المجتمع الدولي على الحاجة إلى التواصل إلى حل سياسي في اليمن خلاله تنتهي صراعات الحروب في اليمن وهذا ما جرى وسيجري في السويد وغيرها وأن كل الأمل أن يكون عام 2019م عام خير وسلام وتقدم للشعب اليمني بأسره.. وكل عام وأنتم بألف خير.
مقالات أخرى