العقيد / محسن ناجي مسعد
الشرعية هي الحلقة الأضعف في المعادلة السياسية الراهنة

دلت كافة التطورات والأحداث التي شهدتها وتشهدها الساحة اليمنية والجنوبية بأن الشرعية تمثل أضعف حلقة في المعادلة السياسية والعسكرية والأمنية الراهنة ، وإن الفشل راكبها من أخمص قدميها حتى قاع رأسها ، وإنها هي وحدها من تتحمل مسؤولية حالة الفلتان  السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي والخدمي الذي بلغته البلاد بصورة لا سابق لها ، كما أن ضعف وهشاشة الشرعية  قد خلق بيئة صالحة لتشكل العديد من الكيانات السياسية والعسكرية والأمنية التي أضحت اليوم تعمل خارج الفضاء السياسي والعسكري والأمني للشرعية وبمعزل عن إرادتها وفي الطليعة منها جماعة الإخوان المتأسلمين وخواتها من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي تسيطر على حيز واسع من المساحة السياسية والعسكرية والأمنية في العديد من المحافظات الجنوبية والشمالية كما إنها تستحوذ على النسبة الأكبر من سلطة القرار السياسي والعسكري والأمني الذي انتزعته من الشرعية التي باتت مجرد واجهة ومظلة لتلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي نجحت في شرعنة  وجودها على أرض الواقع الجنوبي واليمني عن طريق احتمائها وتخفيها خلف يافطة الشرعية التي هي وحدها من وفرة لها الغطاء السياسي والعسكري والأمني والملاذ الأمن من الملاحقات الأمنية التي تتعرض لها هذه الجماعات الإرهابية نتيجة تورطها في ارتكاب كافة العمليات الإرهابية والاجرامية التي نفذتها خلال السنوات الماضية  على طول وعرض الساحة  الجنوبية التي كانت ولا زالت أراضيها مسرحا لعملياتها الارهابية والاجرامية  ....
وحين نقول بأن الشرعية فاشلة فأن ذلك لا يدخل أبدا في نطاق الرجم بالغيب ، أو يدخل في سياق الاستهداف السياسي أبدا ، بل يدخل في سياق تقرير حال يستند على وقائع لا تقبل الدحض او التشكيك بمدى  مصداقيتها وصحتها ومن أبرز هذه الوقائع هي :- مسالة إدارة الشرعية للملف العسكري الذي  أثبتت من خلاله بأنها لا تستطيع  إدارة حتى جبهة عسكرية واحدة والشواهد على ذلك كثيرة وعديدة ومن أبرزها فشلها العسكري المريع في جبهة مآرب – صرواح - نهم رغم الدعم المادي والعسكري واللوجستي الكبير  الذي تلقته جبهة مآرب من التحالف العربي إلا أن هذا الدعم الضخم والذي  يكفي لسد حاجة جيش جرار لم ينعكس بصور  ايجابية على مسار الحرب في تلك الجبهة العسكرية التي ظلت تراوح مكانها دون أن تتمكن من إحراز أي تقدم عسكري  حقيقي يمكن أن نشير إليه بالبنان طوال الأربع سنوات من عمر الحرب التي تسمرت خلالها جبهة مآرب مكانها  وأبت إلا أن تبقى في نهم وتنام في احضانها الدافئة حتى لا تعكر صفو مزاج مليشيات الحوثي التي أعجبها هذا الحال المائل الذي وجدت فيه ما يلبي حاجتها العسكرية وما يمنع عنها خطر اندلاع المعارك التي يلوح بها خصمها من دون أن يفعل أو يترجم أقواله إلى أفعال لأسباب سياسية غير مفهومه تتعلق بخصوم مليشيات الحوثي الذين لا يودون إلحاق الهزيمة العسكرية بالحوثيين على الأقل في الوقت الراهن لأسباب تتعلق بمستقبلهم السياسي الغامض الذي تحوم حوله العديد من شبهات الإرهاب التي لم تبارح ساحة الممسكين بزمام الأمور العسكرية في جبهة مآرب - صرواح - نهم... وإذا كانت جبهة مآرب قد أختارة البقاء في محلك سر فأن الحال لا يختلف عنه في جبهة تعز ومكيراس - البيضاء وهي الجبهات التي سارة في نشاطها العسكري والميداني على نفس دين جبهة مآرب -  صرواح - نهم التي قدمة في جمودها ومراوحتها مكانها أنموذج لباقي الجبهات العسكرية التي تقع تحت مسؤولية الشرعية عداء جبهة الساحل الغربي فهي الجبهة الوحيدة التي ليس للشرعية يد فيها أو صلة بها من قريب أو بعيد ولذلك سنجد بأن جبهة الساحل الغربي كانت تعد واحدة من الجبهات العسكرية الفاعلة والمميزة التي خاضة العديد من المعارك البطولية ضد مليشيات الحوثي التي كادت أن تسقط  في وحل الهزيمة التي كانت تنتظرها من قبل  قوات المقاومة الجنوبية وقوات دول التحالف العربي لولاء كارثة مشاورات السويد التي منحت الحوثيين قبلت الحياة وأنتشلتهم من قاع الهزيمة المحققة ويرجع الفضل في ذلك إلى الشرعية التي قبل وفدها الذي ذهب فقط للتشاور في السويد وقف إطلاق النار مع مليشيات الحوثي في الحديدة فقط دون باقي الجبهات العسكرية !!!!؟ ... وطبعا وقف اطلاق النار في الحديدة فقط  يحتم علينا أن نضع تحته مئات  خط ونضع عليه مئات علامة استفهام ؟؟؟؟؟ كي نصل إلى معرفة حقيقة  الدوافع السياسية  التي تقف وراء  مثل هذا القرار الغبي والإنتقائي الذي أستهدف فقط وقف النشاط العسكري في  جبهة الساحل الغربي دون غيرها من الجبهات العسكرية الأخرى التي أثبتت طوال سنوات الحرب الماضية  بأنها لا تشكل أي خطر عسكري حقيقي على المليشيات الانقلابية مثلما كانت تشكله جبهة الساحل الغربي من خطر عليها وعلى مستقبلها العسكري والسياسي الذي وضعته على كف عفرية ...
وإذا كنا قد سلمنا بفشل الشرعية في إدارة الملف العسكري فهذا لا يعني بأنها قد نجحت في إدارة الملف السياسي في أزمتها مع مليشيات الحوثي  بل على العكس تماما حيث أثبتت بأنها أيضا أخفقت في إدارة ملفها السياسي مع مليشيات الحوثي التي أستثمرة هشاشة وضعف الشرعية لصالح خياراتها العسكرية والسياسية وأبرز مظاهر ذلك الفشل الذي ظهرة فيه  الشرعية هو مشاركة وفدها في مشاورات السويد والذي كان مثال للوفد الفاشل الذي نجح في إخراج الشرعية من تلك المشاورات صفر اليدين ولم يستطيع وفدها أن يحقق أي نجاح يمكن أن نضعه في ميزان حسنات الشرعية التي أصطف وفدها في نهاية المطاف  إلى جانب المطالب التي تقدمة بها مليشيات الحوثي  وهي المطالب التي وافق عليها الجميع وتتضمن  اختزال الأزمة اليمنية بكل تشعباتها وتفرعاتها وبحربها التي مضى عليها أربع سنوات بوقف الحرب في الحديدة فقط وهي القضية الوحيدة التي نالت حقها من المناقشة والتأصيل والتداول حتى وصل المتشاورين في نهاية الأمر إلى توافق على ضرورة وقف إطلاق النار في الحديدة دون النظر إلى باقي الجبهات العسكرية المنتشرة على طول وعرض الساحة اليمنية أو التطرق إلى القضية الجنوبية التي يمثل حلها حجر الزاوية في حل باقي الأزمات اليمنية أو مصير الحرب المستعرة في اليمن وهي الحرب التي لم يضع المبعوث الدولي مصيرها على جدول أعماله أو على جدول مشاورات السويد التي تم تخصيصها بحسب كافة المعطيات السياسية  لمناقشة الكيفية التي سيتم فيها إخراج مليشيات الحوثي من مآزقها العسكري الذي تعاني منه في الحديدة التي تحاصرها المقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي التي أوشكت حينها على إلحاق هزيمة عسكرية نكراء بتلك المليشيات  لولا تدخل المبعوث الدولي الذي سعى منذ اليوم الأول لوصوله لوقف الحرب المشتعلة في الساحل الغربي وهو مسعى غريب يحمل بين جنباته وفي كنفها الكثير من علامات الاستفهام ؟؟؟ والكثير من علامات التعجب !!!  حول الدافع الحقيقي الذي يقف وراء اهتمام المبعوث الدولي بوقف الحرب فقط  في واحدة من الجبهات العسكرية النشطة التي أظهرت خلالها مليشيات الحوثي مدى ضعفها الشديد وعدم قدرتها على الصمود في وجه المد العسكري الذي ظهرت به قوات المقاومة وقوات التحالف العربي ، وما هو السر الكامن وراء إصراره على وقف الحرب فقط على جبهة الساحل الغربي دون غيرها من الجبهات العسكرية الأخرى التي لم يقترب منها أو يشير إليها المبعوث الدولي مارتن غريفيت بالتصريح او التلميح !!!! ...
 كافة الدلائل تشير بصورة لا لبس فيها  بأن مسعى المبعوث الدولي مارتن غريفيت كان قد أنصب باتجاه مجرى الحوثيين لإخراجهم من مآزقهم الخطير في الحديدة عن طريق قيامه بترتيب عقد لقاء تشاوري في مدينة أوربية بعيدة عن تأثير بيئة الصراع المحتدم في اليمن على مسار التشاور وبعيدا عن تأثير باقي اطراف الصراع الذين لم يكونوا ممثلين في مشاورات السويد التي أقتصرت فقط على  الحوثيين والشرعية الذين سرعان ما وافقوا على صيغة الحل التي تبناها المبعوث الدولي الذي نجح في مسعاه وأستطاع أن ينقذ مليشيات الحوثي من هزيمة عسكرية محققة وأن يمنحها المزيد من الوقت حتى تستطيع أن تعيد ترتيب أوراقها العسكرية والسياسية التي تمكنها من مواصلة عملياتها العسكرية في باقي الجبهات العسكرية وحتى تتمكن أيضا من تثبيت أقدامها في المناطق التي تسيطر عليها والإبقاء عليها كجزء من المعادلة السياسية القائمة والقادمة في اليمن نظير حاجة الأوربيين وخاصة بريطانيا إلى شريك حقيقي وفاعل في مكافحة الارهاب في اليمن ..
 

مقالات أخرى

نضالنا المستحق .. ونضالهم المدفوع .

فضل مبارك

أيهما اولى بالدعم المركز ام المدرسة!

عادل حمران

وهل تعرفون كشوفات الإعاشة التي تصرف من إيرادات شركة صافر.

محمد عبدالله القادري

"عام دراسي جديد وأولادنا بلا تعليم والمعلمين بلا حقوق"

سحر درعان