علي ثابت القضيبي
مَن تنكّروا للإمارات !

 1/ تحتفظُ مخيّلتي بشريط ذكرياتٍ مخملي الدّلالات والمحتوى ، ووقائعه تصورُ لحظات مابعد إنكسار الحوثعفاشيين ومطاردتهم الى خارج عدن ، وفي طيّاته تتجلّى معالم الفرحة الطّاغية على كلٌ الوجوه التي كانت عابسة منكسرة قبل ذلك ، كما وتعابير الحفاوة فيه وبمبالغةٍ بكل إماراتي يجوب شوارعنا متأزراً ببزّته العسكرية ، بل وحتى بمرور آليّة عسكرية إماراتية على أديم الطريق ..

     2/ اليوم ، في الشارع ، وفي وسائل التواصل ، يصدمني تذمٌر البعض من الوجود ال?ماراتي في جنوبنا ، والبعض يعترض ويرفض هذا الوجود ! وكم هو صادمٌ عندما يتمادى منهم ويوصمك بالممالاة وربما بالعبودية للأمارات ! مع ان كل هؤلاء مجرد شرذمة ليس إلا ، ولكن الأمر لافتٌ ولاشك .

     3/ هنا لاأدري لماذا تحوّلت ذاكرة البعض الى مثيلٍ لذاكرة السمك ، فهو ينسى ماحدث معه خلال عشر دقائق وحسب ، ولاحظوا أنه يعود ثانيةً الى نفس الصنارة التي كادت تصطاده قبل لحظات ! لكن نحن - الجنوبيين - شعبٌ معروف بالأصالة ونُبلُ المحتد وبالعرفان بالجميل ، وايضاً نُجيدُ التّمييز بين الغث والسمين .. ولكن ..

     4/ الأكيد ، أنه لايذمٌ ال?مارات اليوم إلا خصوم الجنوب وقضيته المشروعة ، وبينهم من يردد ذلك وبدون وعيٍ ، ومنهم بُسطاء الإصلاح المُغرر بهم ، أي الذين لايدركون كِنَة الأجندة الخفية التي يحملها كِبار كهنةِ الإصلاح وعرّابيه ، وكذلك أتباع كبار لصوص الجنوب وعلى أساسٍ مناطقي بحت ، والنفعيين الذين أغرتهم المصلحة وبالفُتات من هؤلاء الكبار ، والسُذّج الذين يتلقفون كلٌ مايشاع ويروجونه و .. و ..

     5/ الأكيد ايضاً ، أن كل هؤلاء تناسوا أيام حربنا مع الحوثي ، حينها كانت العيون معلقة بالجباه ومفتوحة على سعتها هلعاً ورعباً ، وذلك لأن قذائف الحوثي كانت تدكٌ المنازل بلارحمةٍ ، وتمزق الأجساد بلاتمييز بين صغير وكبير ، ومديريات عدن تُفرغُ تباعاً بالهروب الى خارجها ، حتى جاءت ال?مارات بمددها ، وإختلط مقاتليها بمقاتلينا ، وصدوا الحوثي حتى كسرهِ ودحره .. لكن هؤلاء تناسوا كل هذا ، وتناسوا كل الخيرات التي قدمتها ال?مارات وماانفكت ، وهي لايتّسع لها الحيز هنا .

     6/ لقد أنهكت السلطة الشرعية وعبثت بجغرافيتنا منذو التحرير وحتى اللحظة ، وهذا على كل المستويات والصعد ، وكلٌ هذا سهّل رواج حالة العبث بالوعي الجمعي للناس هنا ، وسهّل إختراقهم لتمرير مشروعهم لإستمرارية وحدة السؤ ، وكانت أول جبهاتهم هي تحييد ال?مارات الشريك الفعلي لجنوبنا ، ومايجري اليوم هو على خلفية ذلك لولا صحوة ومقاومة مجلسنا الإنتقالي والناضجين من شعبنا ..

     7/ الشقيقة ال?مارات بحكامها وشعبها ليس في وارد حساباتهم ولا في تأريخهم أي شكل من أشكال الإستعمار لل?خر أياً كان ، فتأريخهم ناصع البياض ، وهو يشهد لهم في بقاع كوسوفو في ?قاصي البلقان بعد الإحتراب ، وفي مصر ومعظم أفريقيا وأكثر من بقعة في الأرض ، فهم لم يحتلوا شبراً في أي بلدٍ في المعمورة ..

     8/ الأهمّ ، أنّ جنوبنا بيئة طاردة للإحتلال أصلاً ، وهذا يعرفهُ الجوار قبل الخارج (( نحن لم نقبل ببريطانيا بعظمتها )) فنحن قارعنا ونقارعُ الإحتلال الشمالي الذي جاء بخديعة وحدة السؤ ، وشعبنا بصلابته ووعيه وبطبيعته المت?صلة فيه برفض الإستعمار ، وكلٌ ذلك مثّل اللقمة القاتلة والخازوق في جسد الشمال المُترنح اليوم ، وبعد أن تفككت منظومة الهيمنة فيه وتشرّدت في بقاع الأرض .. هذا الإحتلال من أدواته الإشاعة الرخيصة على الأمارات والتحالف ، وعلى رأسه السعودية التي تُقصفُ اليوم بصواريخ الحوثي وطائراته المسيّرة ، وهم يتحاورون من وراء الكواليس مع هذا الحوثي !! ولذلك علينا أن لاننساق خلف إشاعاتهم ، ونستوعب مايدور بحنكةٍ ووعي .. أليس كذلك ؟!

     كتبه / علي ثابت القضيبي .
    الخيسه / البريقه / عدن .

مقالات أخرى

الثنائي بن بريك والمعبقي في وجه الفساد والفاسدين..

سحر درعان

العملة الوطنية… والرقابة تحت المجهر

ثروت جيزاني

بوادر انفراج اقتصادي... هل تقترب نهاية معاناة المواطن؟

غازي محسن العلوي

هل كانت الحكومة والبنك المركزي يديران عملية المضاربة بالعملة ؟ 

فضل مبارك