بحسب المعلومات تم التوافق على تسليم المجلس الانتقالي مدينة عتق ؛ وخروج قوات الشرعية منها؛ وفي لحظة يأتي الوفد السعودي ليقلب موازين اللعبة؛ وتتراجع قوى النخبة؛ وتسقط جميع ألويتها في شبوة؛ يبدو الأمر محيرا فالنخبة التي كادت تسقط عتق مرتين تتهاوى بشكل مخيف؛ هل نحن أمام تفاهمات الكبار؟ أم هناك تقسيم للجنوب بين الإمارات والسعودية؟ لماذا دخلت النخبة في معركة نتائجها حتمية..؟
في الجانب الآخر هناك معلومات مؤكدة تشير إن الشرعية في مأرب هددت التحالف بالتقارب مع الحوثي؛ وتحديد هدف مشترك وهو السعودية حال تم تسليم عتق للإنتقالي؛ لأن تسليم عتق ضمنا تسليم المكلا وسيئون؛ فلا يمكن حشر الشرعية في محافظة ونصف ؛ ومن حق الشقيقة حماية أمنها القومي..
قد يبدو السؤال الأهم في هذه المشهد الضبابي؛ هل هناك إختلاف أو تباين بين السعودية والامارات؛ (معسكر الحلفاء) ؛ فمن سلم معسكرات الشرعية في عدن يقاتل النخبة في شبوة؛ ومن دعم الإنتقالي في عدن يتخلى عنه في عتق !!!كيف الحليف في مكان يصبح عدوا في مكان آخر..أم نحن أمام مشهد عبثي؛ سياسيته تبنى على ردود أفعال لا غير...
بلغة جغرافية الأرض والسكان شبوة تعتبر مختطلة في تركيبها؛ وتحتاج وصفة مختلفة؛ تفوق عامل الميدان والسياسية؛ وهذه الأمور لم يفهمها الإنتقالي؛ فمن منظور عسكري ظاهر يعتبر المجلس وقع في الفخ؛ وتم كسره؛ وإلصاق الهزيمة بذلك البعبع الكبير ؛ وفي مشهد مختلف قد يسبب هذا إحراجا كبيرا للشرعية التي لم تحرك ساكنا في حرب الحوثي ثم تزج بعشرات الآلاف للسيطرة على بلحاف منبع النفط؛ مما يضع تساؤلا كبيرا هل تغيرت العقيدة القتالية والفكر وأصبح مقصد النفط أكبر من العقيدة؛ ووفق معادلة البقاء؛ للشرعية والإخوان الحق في الدفاع عن انفسهم فقد تم حشرهم في محافظة واحدة؛ وهناك خطة إماراتية للقضاء على مسمى الإخوان أينما حلوا ورحلوا..
أحسن الإنتقالي في إدارة المشهد في عدن ولحج وأبين وبحسب المعطيات على الأرض تم تطبيع الحياة؛ ولم يتعرض الانتقالي للموظفين ولا للمحاسبة والمتابعة؛ لكن هناك شرخا إجتماعيا كبير وقع في محافظتي شبوة وأبين؛ فوسائل التواصل الإجتماعي نبشت الماضي وهددت بتمزيق النسيج الإجتماعي الجنوبي؛ وعاش الجميع وعكة صحية جراء هذا التلوث البغيض..
ظهور طارق عفاش في خطاب يتهم الشرعية بالخذلان ويحملها كامل الأخطاء دلالة على أن الشرعية فقدت الكل؛ ولم يبقى معها الإ الحليف السعودي الذي حماها وأخرجها من شبوة بماء الوجه؛ ومؤشر أن الساحل الغربي خرج كليا عن مسمى الشرعية..
عاشت شبوة والغيورون على الدماء أيام صعبة ؛ وبلا شك شبوة تنتمي لعدن؛ وليست لمأرب؛ وتجييش الجيوش من مأرب خطا استراتيجي يثير حفيظة الجنوبيين ؛ نتائجه ستكون مخيفة على المدى المتوسط ؛ وقد قالت العرب قديما :
ولا بد من يوم أغر محجل ...يطول استماعي بعده للنوادب.
كثير من الزملاء المثقفين لا زال يتغنى بمسمى الشرعية ويقول عادت بلحاف إلى حضن الشرعية؛ ما أشبه الليلة بالبارحة عندما سقطت عمران وخرج هادي قائلا رجعت عمران لحضن الشرعية؛ لا توجد شرعية يا قوم فالشرعية الحقيقية شرعية الرياض وأبو ظبي..
تعد أبو ظبي الانتقالي بجنوب جديد ونظيف وقوي؛ ويلتزم الانتقالي بالاستماع الجيد وتنفيذ أوامره على الأرض؛ يدرك عامة الناس فضل الإمارات في تطهير عدن والقضاء على الإرهاب؛ لكنهم يخشون من تجاوز الحدود؛ والطاعة المفرطة؛ وتوسيع تهمة الإرهاب والإخوان لتشمل خصوم سياسيين متفقين مع المجلس في الهدف مختلفين معه في التكتيك..
كمية الدعم السعودي للشرعية كان ولا يزال كبيرا؛ والوثائق الصحيحة التي وجدت في مكتب الميسري تثبت حجم الفساد مع غياب أي مشروع عسكري تحرري على الأرض ولهذا لا نختلف إن الشرعية تعتبر الطرف الأضعف على الأرض..
من حق أبناء الجنوب أن يحلموا بجنوب مستقل في ظل غياب أدنى مؤشر لمسمى الأقاليم ولو على المدى البعيد؛ وعلى المجلس الإنتقالي أن يستوعب الكل؛ حتى يحظى بتفاعل داخلي قوي ويمنح مخالفيه الحرية في التعبير عن آراءهم السياسية؛ ويبحث عن آلية مختلفة يعالج فيها اللوثة المناطقية والأخطاء الأمنية..
حجم المعاناة لا زال مستمرا؛ والأيام حبلى؛ وهناك مخاض عسير ..
حفظ الله اليمن شمالا وجنوبا ؛ وحقق الله أمانيننا في جنوب مستقل حضاري ومدني؛ وأبعد الله عنا كيد الأشرار..
مقالات أخرى