بعد انفراط عقد الوحدة من قبل اليمن في حرب صيف 94م واجتياح اليمن للجنوب العربي بقوة السلاح للقضاء على ما تبقى من الهوية الجنوبية بشهادة العالم بأسرة؛ حينها أصدر مجلس الأمن قرارين لصالح دولة الجنوب العربي وكذلك قرارات للجامعة العربية ولمجلس التعاون الخليجي وفي مقدمته الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية تطالب صالح بعدم اجتياح دولة الجنوب وتحت مبدأ (لاوحدة بالقوة ) أي بقوة السلاح كما فعل صدام حسين بدولة الكويت الشقيق وأذكر إخوتنا في الكويت عندما اجتاح صدام دولتهم خرج الجنوبيين في عدن يشجبون ويستنكرون هذا الغزو، وحينها خرج اليمنيون في صنعاء يرددون شعارهم (بالكيماوي يا صدام ).
اليوم نسمع أصواتا كويتية تردد (ضمان وحدة وسلامة الأرض اليمنية ) أوليس صدام ولازال الكثير من العراقيين إلى يومنا هذا يرون بأن الكويت محافظة عراقية وإن وحدة وسلامة الأرض العراقية يجب أن تكون أيضًا تحت هذا المبدأ ).. وينطبق على الكثير من الدول العربية؛ فأراضي الشام واحدة وهي الآن أربع دول والخليج واحد .
وحوض النيل واحد والمغرب العربي واحد.. كلها اتفاقية سايكس بيكو من صنعت الحدود في تلك البلدان.. لكن حدودنا مع اليمن نشأت باتفاقية دولية بين اليمن وتركيا وصادق عليها الإمام وعاش بجوار بريطانيا كدولتين إضافة إلى أن البلدين لم يتحدان على مر التاريخ القديم والوسيط والحديث فقط في التاريخ المعاصر لأربع سنوات وفشلت الوحدة مثلها مثل الوحدة المصرية السورية بعد الأربع سنوات عاش شعبنا القهر والذل وسلب الحرية ومورست ضده أبشع أنواع الاستعمار ضراوة وغطرسة سلب حقوقه وثروته ومزق نسيجه الاجتماعي عمدا؛ لاستغلاله وكان أبشع واعنف احتلال على مر التاريخ؛ فهو احتلال متخلف متملك لا يعترف بحقوق شعب الجنوب؛ فيعتبر هذا الشعب من الهند والصومال وأفريقيا ويعتبر أنه أعاد الفرع الجنوبي للأصل اليمني في غرور المستقوي بالعدة والعتاد العسكري الغاشم...
العربية السعودية تدرك تمامًا بأن الجنوبيين هم أكثر صدقـًا وإخلاصًا والتزامــًا بالعهود وأن اليمنيين هم عكس ذلك...وتدرك بأن الارض ليست أرضا واحدة والشعب ليس شعبا واحدا والمذهب ليس مذهبا واحدا والهوية ليست هوية واحدة والدولة ليست دولة واحدة.. وهناك فرق بين اليمن وعاصمته صنعاء والجنوب العربي وعاصمته عدن؛ لكننا نلاحظ بأنّ مجاملة الظالم على حساب الظلوم هي السائدة هذه الأيام والمصالح تسبق المبادئ والقيم والقوانين الدولية والأعراف التي قامت عليها المنظمات الإنسانية الدولية في إنهاء الاستعمار
وحق الشعوب في تقرير مصيرهم بأنفسهم خصوصًا عندما يتعلق الأمر باجتياح دولة لدولة أخرى بقوة السلاح؛ كما حصل لبلدنا في حرب صيف 1994م.. ما نريده من أشقائنا وأحرار العالم اليوم هو إنصاف الجنوبيين كدولة مستقلة ذات سيادة كانت قائمة إلى ما قبل عام1990م لها خارطتها وعلمها وسفاراتها المعترف بها
دوليًا والتي كانت عضوًا نشطا في كل المنظمات الدولية وكانت تعيش في أمن واسقرار .
مقالات أخرى