حيدرة واقس
وهم الوطنية .. والجُرح الذي لا يبرأ !!

تعوّد القيادي ”أبو صرفة“ أن يستيقظ متأخراً من نومه ، يحتسي كوبا من الشاي المركز ! ويأمر مرافقيه بصعود الطقم ، ينطلق بسرعة تتجاوز الـ 120 وكأنه النمرود في الأرض .. ، يشير إلى مرافقية بإطلاق النار أمام كل سيارة تعيق موكبه وقد تأخر موعده مع وجبة المندي الذي يستهلها بعد شراء القات السمين باهظ الثمن .

 

لم تكن مشاهد القيادي أبو صرفة هي الاولى ، حيث بات المواطنون البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة يعيشونها بشكلاً يومي .. وبأسم الوطن والوطنية يتم إذلال الناس وتسلب حقوقهم وتصادر اراضيهم ويُقتل ابناءهم ، ويُسجن الصالح ويغض الطرف عن الطالح ، ويُحرم ذلك المواطن من أبسط الحقوق المكفولة له.

 

أصبحت الوطنية اليوم وهماً يتغنى به وجسراً للعبور إلى تلك الاغراض والمنافع الشخصية التي يقودها الثوار الجُدد ، لم يكن ذاك الوطن المتشظي والمُثخن بالجروح همهم الشاغل ، بل كانت إرادة الوصول الى طريقة سلبه ونهبه .. هو المقصد وهو الهدف وهو الطريق الأسرع الذي اختاروه لسرقة ما يمكن سرقته .

 

الوطن الذي لا زالت جروحه لم تبرأ ، يتمثل في هيئة ذلك المواطن السبعيني الهزيل الذي يقف تحت حرارة الشمس ، يسترجي املاً في الحصول على مرتب لا يتجاوز الـ 40 دولار ، ومع ذلك يعود إلى منزله الذي يفتقر الى المواد الغذائية والخدمات خائباً متحسر ، يلعن الشلة الحاكمة التي اوصلت البلاد الغنية إلى هذا الحال .

 

تتعدد الطرق احيانا في نهش الوطن المجروح ، احدهم بأسم الدولة والمؤسسات والسيادة ، وآخر بأسم الوطن والثورة والشهداء .. الا أن الوطن والشهداء والدولة بريئون منهم ومن افعالهم التي لم يشهد لها التاريخ مثيل ، أفعال اوصلت المواطن والوطن الذي يعيش فيه الى الحضيض ، وسط ابواقاً وطبولاً توهم العالم أننا بخير ونحن لسنا كذلك !!

مقالات أخرى

مستشارة ثقافية بالوراثة: الجمهورية العائلية اليمنية في أقصى تجلياتها

فتحي أبو النصر

المبعوث الأممي .. خط الدفاع الأول عن الحوثيين

فضل مبارك

المبعوث الأممي .. خط الدفاع الأول عن الحوثيين

فضل مبارك

ماهي الأبعاد والمخاطر لسك الحوثيين عملة نقدية جديدة؟!

ماجد الداعري