بعد أن كانوا حفاة عراة، شعث غبر لا يملكون قوت يومهم، يتسولون ويتسكعون ينتظرون ألفي ريال بين خيام ساحة التحرير، ليسد حاجتهم وتدبير يومهم. وصلوا إلينا يلهثون ركضاً من إطفاء الكيمرات، ولم يتركوا أخضر ولا يباس إلا ولهطوه وشفطوه.

سرقوا الضوء من الأبصار، وخطفوا الماء من الأفواه، وجعلوا من الشعب سلعة للبيع والشراء والتسويق بها في سوق الابتزاز والنهب والسلب.

وجعلوا من الوطنية رقمًا يكتب في أوراق الشيكات يحدد قيمته حسب عدد الأصفار المكتوبة.

حضروا إلينا ببطون خاوية واليوم يملكون كروشًا منتفخة، كانوا لا يعرفون غير "الكدم" وخبز "السكوع " وقات الهبش واليوم لا يأكلون إلا لحم "المندي والحنيذ" والقات "الشامي" يصل قيمته في اليوم مليون ريال تقريباً عند أقل قيادي كرتوني فيهم.

اليوم أصبحوا  يتكلمون ويتحدثون ويتشدقون عن مكامن ومنابع الفساد كحديث عاهرة عن الشرف والعذرية، وحديث أشباه الرجال عن الفحولة ومكامن الرجولة.

نشر "الرئيس" غسيل نائبه وتناسي الفضائح التي في كرشه قبل وصوله إلى  كرسي دولة الوزراء المقدرة بـ (500)  مليون ريال ذهبت أدراج الرياح بين شفط دهون وعمليات تجميلية وبين تذاكر السفر من القاهرة إلى الدوحة.

ونفى النائب المليار و 300 مليون ريال في شهر وتناسى وأصابه زهايمر الأشهر الماضية التي ذهبت في سوء اختيار الأبواق التي كانت تقف على شكل سلاسل بشرية على أبواب دولة "ريمي" واليوم ترفع أصوات الشتم والقذف له.

عن أي فساد ومحاربة تتكلمون وأنتم الفساد بحذافيره؟ عن أي نهب للأموال تتكلمون وأنتم من لهط وشفط بكل تفاصيل حضوره وتواجده؟

ومن صدق رد وتفنيد ونفي وزارة الداخلية كالذي اقتنع بأن استنساخ مهند الرديني من الذكورة إلى الأنوثة حرية شخصية كفلته الشريعة الإسلامية.

وأقم الصلاة ورص الصفوف على شعب عاطفي عفوي يتجرع ويلات فسادهم ويصفق لهم ببطون خاوية وأجساد عارة بين الأرصفة وقارعة الطرقات..  وكلهم لصوص يا شعبي.