احمد سعيد كرامة
رواتب بالريال اليمني .. خطأ سعودي قاتل

 

لم يكون قرار الأشقاء الإماراتيين بصرف الرواتب بالريال السعودي للقوات المسلحة الجنوبية وغيرها من القوات بالساحل الغربي وشبوة والمكلا أعتباطيا ، بل كان وفق رؤية وهدف إستراتيجي مالي واقتصادي بعيد الأمد ، وكذلك إعتماد الهلال الأحمر الإماراتي للريال السعودي بتمويل مشاريعه الإنسانية والاغاثية والأعمار كان من زاوية إقتصادية بحثه .

أي سلعة بالعالم تكون عرضة لسوق العرض والطلب الذي يحدد قيمة تلك السلعة صعودا وهبوطا ، حتى سوق العملات أو مايطلق عليه بالمضاربة خاضع لتلك القاعدة السوقية ، المضاربة سببها الرئيس شحة المعروض وكثرة الطلاب عليه .

كانت الإمارات العربية المتحدة في عدن لوحدها تنفق أكثر من 200 مليون ريال سعودي فقط كرواتب لقوات الحزام الأمني والوية الدعم والاسناد وغيرها من ألوية المشاة ، ومكافحة الإرهاب وقوات الطوارئ وبعض من أمن عدن .

ناهيك عن 100 مليون ريال سعودي موزعة بين قيمة ثلاث وجبات غذائية محترمة مع ملحقاتها ، والذخيرة والسلاح وورش الصيانة وقطع الغيار ، و السيارات والمعدات ، ومشاريع الهلال الأحمر الإماراتي المتنوعة في عدن فقط .

كل تلك الأموال الضخمة كانت تضخ للسوق المحلية عبر الجنود والضباط والمدنيين والمقاولين الذين يستلمون تلك المستحقات المالية من الأشقاء الإماراتيين مباشرة يدا بيد من دون وسيط أو سمسار .

ساهمت تلك المئات من الملايين السعودية شهريا بإستقرار سوق العملة نسبيا رغم حالة الحرب التي تعيشها البلاد ، ورغم توقف عجلة الاقتصاد والدورة المالية لدى البنك المركزي اليمني بعدن كان للإمارات دور محوري بإستقرار سوق العملة ، وبسبب عدم ثقة التجار والمستثمرين بالبنك ، وإكتناز أموالهم بطرقهم الخاصة في منازلهم وأماكن أخرى أكثر أمان .

أضطر التجار لفتح شركات صرافة أو الشراكة مع كبار الصيارفة لتوفير ما يحتاجونه من العملات الأجنبية والعربية ، أنعشت الإمارات الدورة المالية بعيدا عن البنك المركزي اليمني بعدن الذي أصبح بسبب تعاقب محافظين فاشلين عبارة عن خزينة للمال المستورد ( مليارات طبعة روسيا الاتحادية ) ولايرادات جمارك وضرائب عدن ، وشاهد مشفش حاجة من إختلاس وسرقة للمال العام وصلت لمئات المليارات .

أدارت الإمارات عجلة الدورة المالية بين التجار وجميع من تصرف لهم مستحقاتهم بالريال السعودي ، واستطاعت بتلك الطريقة أن تخرج ما بخزائن التجار من مئات المليارات من الريالات اليمنية للسوق المحلية مرة أخرى .

لم يستطيعا وزارة المالية والبنك المركزي اليمني بعدن إجبار مرافق إيرادية حكومية بإعادة فتح حساب لدى البنك المركزي حتى اليوم ، رغم تعميم وزارة المالية بهذا الشأن قبل عام ، كمؤسسة موانئ خليج عدن وشركة طيران اليمنية والإتصالات وعائدات بيع شحنات النفط الخام الحضرمي والشبواني ، والرسوم الجمركية والضرائب على شحنات الوقود في ميناء الزيت بالبريقة وغيرها من المرافق الايرادية بعدن ، بإستثناء مكتب ضرائب عدن وجمارك عدن ، وشركة نفط عدن مؤخرا ( سابقا فتحت حساب جاري خاص لدى البنك الأهلي اليمني بكريتر ) .

السؤال الوجيه ، لماذا يصر السعوديين رغم ما أسلفنا ذكره على صرف رواتب القوات المسلحة الجنوبية بالريال اليمني ( وأستثنوا جيش التباب الوطني في مأرب والمنطقة العسكرية الأولى السابعة والثالثة والسادسة والخامسة اللواتي يستلمون رواتبهم بالريال السعودي + راتب اليمني + المكرمة الملكية السنوية بالسعودي ) .

من أين سيأتي الأشقاء السعوديون وحكومة الدكتور معين بعشرات المليارات من الريالات اليمنية شهريا ، مع شحة السيولة بالبنك المركزي اليمني في عدن وباقي البنوك التجارية والأهلية .

هل سيفتح البنك المركزي مرة أخرى باب المزاد العلني ليبيع السعودي لتوفير اليمني ، وبالتالي سيرفع من قيمة الصرف ويدشن مرحلة جديدة لتسونامي إنهيار الريال اليمني ، أم سيتم طباعة المزيد من الأوراق النقدية وبالتالي إغراق السوق بورق الفاين اليماني .

? مليار دولار وديعة المملكة العربية السعودية التي تحولت لمنحة ، ولم تساهم بتراجع إرتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية وذهبت لجيوب التجار مباشرة ، لا نعلم إين ذهبت عوائدها بالريال اليمني حتى اليوم ، بيعت للتجار 2 مليار دولار أمريكي بسعر البنك ، وأخذت من التجار أكثر من 1 ترليون ريال يمني تقريبا ( إذا قلنا سعر صرف البنك خمسمائة ريال يمني للدولار ) ، أين ذهب التريليون مع تريليون ونصف طبعة روسيا ، مع عوائد النفط الخام الحضرمي والشبواني ، مع عوائد المنافذ البرية والبحرية والجوية ، والجمارك والضرائب والمنح والمساعدات والشحت ، وووووووو .

سترتكب السعودية خطأ فادح بإعتمادها الريال اليمني للرواتب بالوقت الراهن ( يمكن تأجيله حتى تستقر الأوضاع ، ودوران عجلة التنمية الاقتصادية والدورة المالية لدى البنك المركزي ، وسيؤدي ذلك القرار إلى قلة المعروض من العملات الأجنبية والعربية ، وبالتالي إنهيار كبير للريال اليمني وتدهور حاد في القدرة الشرائية للمواطن .

مقالات أخرى

مستشارة ثقافية بالوراثة: الجمهورية العائلية اليمنية في أقصى تجلياتها

فتحي أبو النصر

المبعوث الأممي .. خط الدفاع الأول عن الحوثيين

فضل مبارك

المبعوث الأممي .. خط الدفاع الأول عن الحوثيين

فضل مبارك

ماهي الأبعاد والمخاطر لسك الحوثيين عملة نقدية جديدة؟!

ماجد الداعري