عادل العبيدي
ما بين بن دغر والخبجي

الرجلان من الجنوب ، لا ينكر أيا منا جنوبيتهما ، لكن  بين الرجلان ثمة أشياء ومعادن ومواقف وموالاة جعلت كلا منهما يختلف عن الآخر ، أحدهما يتنفس الحرية للجنوب ، بينما الآخر لا يرى في الجنوب غير قطعة أرض غنية بالثروة مستباحة يجب ضمها للشمال  ولو بفعل الاحتلال العسكري ، الرجلان هما المختاران لرئاسة اللجنة المشتركة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض بين الانتقالي والشرعية ، الخبجي عن الطرف الجنوبي  وبن دغر عن  الطرف الشمالي .

 فرق الاختلاف بين الرجلين يعود إلى ما بعد اجتياح القوات الشمالية للجنوب ، تلك الفترة التي فيها عمل نظام صنعاء على تهميش الجنوب ، على إلغاء هويته ، على نهب ثرواته ، على طمس ندية شراكته في التوقيع على اتفاق ما سمي بالوحدة اليمنية كدولة مستقلة معترف بها دوليا ، وقد تجلى ذلك الفرق بين الرجلين واضحا اليوم من خلال تولي كل منهما مهمة رئاسة اللجنة المشتركة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض .

جنوبية بن دغر لم تأصل فيه مشاعر الحب والوطنية وفخر الانتماء إلى وطن ودولة الجنوب المستقلة ، ولم تحسسه بالغضب لما طال الجنوب أرض وشعب من نهب واستحواذ وجرائم وتطفيش وتسريح وإقصاء ، وأن هناك حق جنوبي يجب إعادته إلى شعبه ، بل أنه استغل جنوبيته أبشع استغلال وهي الشرعنة للاحتلال الشمالي وتواجد قواته على أرض الجنوب ، مازال كما هو لم يعتبر من  إقالته وإحالته إلى التحقيق ، فمن تلك الحالة المهانة المخزية فقد جدد بن دغر  ظهوره علينا وهو مطيع الأنقياد للسيد الزيدي ، يجر من رقبته نحو مهمة عبودية جديدة ، كان المفروض أن يتولاها شخصية شمالية ، وهي رئاسة اللجنة المشتركة لتنفيذ اتفاق الرياض عن الطرف الشمالي ، ليكون بن دغر هو الجنوبي المحاور المفاوض لصالح الطرف الشمالي ، وهو في ذلك يسعى إلى إعادة وترسيخ الاحتلال الشمالي على أرض الجنوب  .

جنوبية الخبجي كانت غير جنوبية بن دغر ، ففي الخبجي تأصلت مشاعر الوطنية وحب الانتماء إلى الجنوب ، لتكون هي قوة وعزيمة الخبجي نحو النضال والفداء والتضحية ، لهذا ومن خلال ثبات الخبجي في كل مراحل النضال الجنوبي استحق وعن جدارة رئاسة  اللجنة المشتركة عن الطرف الجنوبي لتنفيذ بنود اتفاق الرياض ، التي من خلالها يسعى  إلى استعادة دولة الجنوب ، وأن تكون الثروة بيد الشعب الجنوبي وهو المستفيد منها ، وأن تكون السيادة له دون غيره .

 المؤكد أن الوطنية عند بن دغر ليست بمفهومها الحقيقي ، وغير مستقرة ، لهذا فأن محاكاة بن دغر نفسه لنفسه عن مسمياته ، الحفاظ على الوحدة اليمنية ، الدولة الاتحادية ، الأقاليم الستة ، مخرجات الحوار الوطني ماهي إلا أوهام وخيالات ، وتاريخه خير شاهد على تقلب مبادئه ومواقفه السياسية .

مواقف الرجلين تجاه القضية الجنوبية جعلت لكل منهما وضعه ومكانته الخاصة في نظر الشعب الجنوبي ، الذي  يرى في بن دغر بالجنوبي الخائن بينما يرى في الخبجي بالبطل المناضل .

مقالات أخرى

مستشارة ثقافية بالوراثة: الجمهورية العائلية اليمنية في أقصى تجلياتها

فتحي أبو النصر

المبعوث الأممي .. خط الدفاع الأول عن الحوثيين

فضل مبارك

المبعوث الأممي .. خط الدفاع الأول عن الحوثيين

فضل مبارك

ماهي الأبعاد والمخاطر لسك الحوثيين عملة نقدية جديدة؟!

ماجد الداعري