يعلم كل الخبراء والمهتمون بالشؤون العسكرية أن المعارك العسكرية ترسم لها خطط رئيسية في أي مسرح عملياتي وتتجدد في وضع 3 خطط رئيسية لمواجهة العدو المحتمل الذي قد تواجهه في أي لحظة، وترسم هذه الخطط بحسب المعرفة الدقيقة وقدرة طرفي القتال في جوانب التسليح والتدريب والقوام البشري لكل منهما، وبالتالي يتم وضع خطط القتال على النحو التالي:
ما حصل في نهم وغيرها من المناطق التي تقع في قبضة قوات الشرعية سواء في نهم أو البيضاء أو صعدة انها لم تضع بالحسبان وبكفاءة عالية أي واحدة من هذه الخطط للضغط على العدو الانقلابي لإجباره على السلام والاستسلام، بل كانت طوال 5 سنوات راكدة في مواقعها تترقب الهجمات المباغتة للعدو ومحاولة صده بهذا القدر أو ذاك ولم تضع في حسبانها خططًا محكمة وقوية للدفاع ولا أي خطط للهجوم على العدو والوصول إلى أقرب المواقع لقواته على الرغم من تفوق قوات الشرعية عددا وعدة وتغطية جوية على قوات العدو الحوثي.
وكل ما كنا نسمعه من إعلام الشرعية طوال الفترة الماضية أن هذه القوات تتقدم من تبة إلى أخرى بحسب مهاجمة الحوثي لهذه المواقع، وظل حال الجيش الوطني مهلهلا طوال 5 سنوات دون أي معارك فاصلة وكبيرة تؤدي إلى هزيمة العدو وإجباره على الخضوع، حتى جاءت المفاجأة بالهجوم المباغت لقوات العدو في جبهة نهم والجوف وحققت تقدما ملحوظا وسريعا على قوات الشرعية الذي نزل على الجميع كالصاعقة لأنه كان غير متوقع في إلحاق هذا القدر من التقدم وفي أيام قصيرة على الجيش العرمرم الذي ظل يرابط في مأرب وما حولها لأكثر من 5 سنوات والذي كان يعدنا بالقول اليقين (قادمون يا صنعاء).
وفي الجانب السياسي، الذي يعتبر الموجه والداعم للعمل العسكري، تجد أن النخب السياسية للشرعية القابعة في الرياض وفي مأرب فاسدة بأغلبيتها وهمها البحث عن مصالحها ورفع أرصدتها المالية من وراء إطالة هذه الحرب وكذا توظيف أبنائهم وأقاربهم في أعلى سلم للوظائف الحكومية وفي مختلف سفارات الخارج الدبلوماسية النائمة.
أما مصلحة الوطن والمواطن وهزيمة العدو فقد ظلت طوال هذه الفترة في حالة سبات أربكت قيادة الدولة وأربكت الدول المساندة لها في التحالف وبقية دول العالم وينددون على سلطة شرعية منحها التحالف والعالم كل الدعم والمساندة ومع ذلك أهدرت هذ الدعم في أمور جانبية وسطحية جعلت الشرعية اليمنية غير موثوق بها الأمر الذي جعل العالم يفكر بالمخرج المناسب لحفظ ماء الوجه لهذه الشرعية من أجل الحفاظ على الدولة ولو بحدها الأدنى حتى لا يأتي البديل والأكثر خطرا على اليمن والإقليم والعالم .
مقالات أخرى