طبعًا بعيدا عن ديباجة (ووحدة أراضيه) التي تلتزم قرارات مجلس الأمن بها تجاه كل الدول التي تدور فيها حروب بالوكالة، مثل اليمن، القرار أتى من قبل الأمريكيين لإرضاء المملكة العربية السعودية بعد تحركات أزعجت المملكة من قبل الروس والصينيين والبريطانيين وحتى الأمريكيين أنفسهم في الأيام والأسابيع الماضية، حيث ابتعدت إحاطة غريفيثس عن (الالتزام بالمرجعيات) وحيث بدا الروس والبريطانيون يتحدثون عن حل (يعتمد على إفرازات الحرب) وليس المرجعيات التي قامت على أساسها الحرب!
ويعد إقرار مجلس الشيوخ الجمهوري، قرار تقييد صلاحيات ترمب في أي عمل ضد إيران، كان لا بد من تقديم مقابل للمملكة المنزعجة، والتي خرج فيها المالكي فجرًا للحديث عن الصواريخ الحوثية، فكان القرار هذا الذي يعيد (ضبط المصنع) للموضع بعد إبعاد المرجعيات والحديث عن إسقاط عقوبات والحديث عن (حل خارج بيت الطاعة السعودي) التقليدي في اليمن، فأتى القرار ليؤكد على قرار 2216 وعلى (سيادة اليمن) بحكومته الشرعية واعتبار (الحوثي انقلابًا) بعيدا عن توصيفات سلطة الأمر الواقع التي اعتمدها غريفيثس والسفير البريطاني!
هناك قلق أمريكي من تنامي أسلحة الحوثي لا يخفى على أحد أعاد نوعا ما التقارب مع الموقف السعودي، لكن الأمر بالنسبة للأمريكيين المنسحبين من (الحروب البعثية التي لا تنتهي) حسب ترمب الذي وقع مع طالبان اتفاقا تاريخيا، الأمر بالنسبة للأمريكيين في هذا القرار ليس إلا سياسة حافة (الهاوية مع الحوثي) تهديد ليس إلا، وهو كذلك مواجهة المملكة (بروسيا والصين) لتعرف أن (الكل) لم يعد يلتف حول ملف اليمن!
لا يتم التأكيد على شيء إلا عندما يكون في خطر وواضح أن (السيادة) محتاجة تأكيدًا.. الصورة لقرار مجلس الأمن بشأن سوريا وفي ديباجته تشديد على وحدة أراضي سوريا، وفي الصورة الأخرى خريطة السيطرة في سوريا والتي فيها القسم بالأصفر سيطرة الانفصاليين الأكراد المدعومين أمريكيا والتي فيها 12 قاعدة أمريكية لحماية الأكراد ومشروعهم، أمريكا صحابة القرار عن سوريا!
باختصار.. القرار لعبة أمريكية لتبديد مخاوف الحليف السعودي من التحولات الأخيرة في المواقف الدولية والمبعوث وفريق الخبراء وإبراء ذمة أمريكية أمام الحليف إن تم عمل شيء لا ترضاه المملكة ستقول أمريكا: نحن عملنا ما علينا!
مقالات أخرى