احمد سعيد كرامة
ورطة القيادة .. ينقذها الشعب الجنوبي فقط

 

بصراحة مرة وجارحة بعض الشيء ، نقول بأن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بورطة حقيقية وصعبة ، عدم إستقرارهم بصورة دائمة في عاصمة الجنوب عدن ساهم بورطتهم التي نتمنى أن يخرجوا منها بسلام ، وأن تكون هذه الورطة هي الأخيرة .

سؤال واجهني ويواجهني باليوم مليون مرة من عامة الشعب ومثقفيهم وفئاتهم المختلفة متى تعود قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى عدن وتستقر ، الحلقة المفقودة بيننا وبين قادة الصف الأول هي إنعدام التواصل المباشر معهم إلا مع شخصيات تعد بأصابع اليد وهي الأخرى معضمها بطانة فاشلة ، وكانت هذه الثغرة قاتلة بالنسبة لنا جميعا ولكن الهدف أسمى ، حيث تركنا جميعا فريسة سهلة للإشاعات والفبركات التي نالت من معنوياتنا كثيرا .

أقولها بصراحة لا ذنب للإمارات بعرقلة عودة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي وباقي رموز المجلس وقادته ، وقعنا بفخ إتفاق الرياض وتعجلنا بتطبيق كثير من بنوده ، وتخلينا عن قادة أمنيين وفتحنا معسكراتنا وخزائن عدن المالية بكل غباء وسذاجة .

من أول شهر لعودة حكومة معين إلى عدن كان يجب تقييم ما نفد وما لم ينفد من بنود إتفاق الرياض ومصفوفته ، هكذا يصنع رجال الدولة ، قلة خبرة وكفاءة وفدنا المفاوض بالرياض رغم إحترامي وتقديري الشخصي لهم ، اوقعنا في مأزق خطير نعيشه اليوم ، إستئثار مجموعة بقرار الانتقالي أثبتت الأيام والأحداث فشلها ، وتجنب العمل الجماعي المؤسسي كان خطأ ديكتاتوري فادح .

كانت عودة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي إلى عدن في 4 فبراير أي قبل يوم واحد من نهاية صلاحية إتفاق الرياض ومصفوفته ، طلبت السعودية من الزبيدي القدوم للرياض وليس الذهاب إلى عدن ، كاد أن يقع بالفخ لولا فضل من الله وحنكته برفضه الذهاب إلى الرياض ، لو ذهب الزبيدي للرياض لن يكون وضعه أفضل من وضع الوفد المفاوض ، سيتم جدولة إقامته ببعض اللقاءات التي تنسق لها السعودية مع السفراء والوزراء لكي لا يشعر الشعب الجنوبي أن وفده يقبع بشبه الإقامة الجبرية ، رغم خروج بعض أعضاء الوفد من المملكة والعودة لها مرة أخرى ، الغرض من ذلك كسب الوقت والوقيعة بين الشعب المتلهف للخروج من وضعه المأساوي وبين قادته وإحراقهم .

الكل يعلم بأن السعودية تسلمت في أكتوبر القيادة في عدن من الإمارات ، الاجواء والموانئ والمطارات والمنافذ البرية ، كان أخرها منفذ شحن الحدودي مع عمان .

لا يستطيع قادة ورموز المجلس الانتقالي الجنوبي العودة إلى عدن إلا برضى وإذن من المملكة ، وإجبار طائرة على العودة من أجواء عدن يعتبر هزيمة وإنتكاسة على ركابها صغار أو كبار القوم ، تسلل بعض القيادات السياسية والأمنية والعسكرية عبر البحر وصولا إلى عدن يعتبر إهانة وإذلال .

الشعب وحده من بيده المخرج من ورطة كبار القوم ، من خلال تبني حملة إعلامية ومسيرات ومظاهرات تطالب بعودة قادتها ورموزها إلى عدن ، سيناريوا رئيس وزراء لبنان سعد الحريري يتكرر اليوم في عدن .

مقالات أخرى

ماهي الأبعاد والمخاطر لسك الحوثيين عملة نقدية جديدة؟!

ماجد الداعري

بعد أن اسقطهم الجنوب!!

نجيب صديق

بعد أن اسقطهم الجنوب!!

نجيب صديق

فتح طريق عقبة ثره يحتاج إلى وقت وحذر

ابو مرسال الدهمسي