جمال لقم
أبين .. سنوات من الحصاد المر

منذ فجر ثورة 14 أكتوبر 1963م و أبين تتربع عرش الريادة قادة و سياسين و شهداء و جرحى و يتامى و أمهات ثكالى و زوجات أرامل..
   تذكرون شهداء أبين و فدائيها أبان حرب الإستقلال، فقد كانت دمائهم سباقة لذود عن الوطن و حرية الشعب ، من منا لا يتذكر الأسماء التي خلدها التاريخ... من منا لا يتذكر مدرم و عبود و باصهيب و غيرهم الذين اقترنت أسمائهم بالحرية و الإستقلال..
   وبعد الإستقلال و طوال مراحل وصراعات الرفاق  و عهد الوحدة و حتى اليوم ،  ظلت أبين هي الكفة الثانية للميزان... هكذا هي أبين.. وجدت هكذا و ستبقى ما بقي الدهر..
  أبين المحافظة الوحيدة التي حكم البلاد ثلاثة رؤوساء من ابناءها ، سالمين و ناصر و هادي ،  و أبين صف طويل من أبناءها تربعوا و يتربعون عرش القيادة و السياسة على طول البلاد و عرضها ، عشال و هيثم ، بن علي، اولاد امزربه، ولعور و جاعم ، وعباد ، وناذخ ، و رجب، ومسدوس ، و القفيش ، و محمد ناصر ، وشليل،  و عبداللطيف السيد، والجفري، والميسري و الصبيحي و الرهوة و غيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة لذكرهم  وهم بلا شك كُثر.. فهل كانت الريادة و القيادة نعمة ام نقمة على أبين و مواطنيها..؟!
   الحقيقة ان أبين طوال تلك السنين من القيادة و الريادة تدفع ثمن باهض دماء و شهداء و لا يستفيد من ذلك الا القادة فقط ،  فبقائهم و مشاريعهم كان بقدر ما تنزف دماء ابناء محافظتهم ،  وطوال تلك السنوات و رغم  طوابر الشهداء  حتى اليوم ، فلا زالت ابين تفتقر لإبسط مقومات الحياة ..
   عشال و وقوفه مع قحطان ،  خسرت أبين خيرة شبابها ،  مابين قتلى و مهجرين و مخفيين لازالت أسرهم تنتظر معرفة مكان جثامينهم و مرقدها ،  وكذلك الحال في عهد سالمين و الإنقلاب عليه ،  و في عهد ناصر كذلك ،  و في جبهات القتال اليوم ضد مليشيات المجوس ،  و لكن الأسوى هو النزيف الأبيني الذي يراق حاليا مابين شقرة و الشيخ سالم  في عهد الرئيس هادي... أبين تدفع ثمن مواقف قادتها دون ان تحصل على المقابل منهم  سوى ريالات و مبالغ زهيدة تدفع لأسر شهداءها... لم يسع اي من قاداتها لتحسين وضعها الخدمي و التنموي رغم انهم صناع القرار على مدى عقود من الزمن و حتى اليوم ،  لا ميناء رغم و جود ميناء شقره التاريخي ،  لا مصانع ، بل و فرطنا في اليسير المتوفر كمصنع تعليب الأسماك و محلج القطن ،  لا مياة و لا سدود رغم الجبال الشاهقة و الوديان ، لا طرقات، كهرباء، لا استثمارات عدا الإستثمار في الدم الأبيني إستغلالا لشجاعته و حاجته..
   في زمن كورونا تغيرت الكثير  المفاهيم و السنن و القوانين السائدة ،  فقد تخلى الطغاة عن طغيهم ، و اللصوص عن سرقتهم ،  و الملحدين عن إلحادهم ، و التجار عن مالهم ، و توقفت مصانع الإسلحة ،  ولم يعد يسمع دوي المدافع ، و لا روائح البارود ،  الا في ابين التي لازالت فوهات بنادقهم مشتعلة و ساخنة ، لا للإستيلاء على لقاح او علاج لمواطنيهم التي الأمراض و الأوبئة تفتك بأرواحهم  ، ولا لتأمين الطريق لوصول المنظمات الدولية الصحية إلى مستشفيات أهاليهم ، ولكنها مشتعلة فحسب، ولإجندات سياسية بحتة ، بينها وبين الاخلاق و الإنسانية مثل مابين صحراء ابين و سماؤها .
   الناس في مدن و قرى لودر و مودية و الوضيع تنتظر الموت في بيوتها ، لأن مشافيها تفتقر لإبسط الإحتياجات الصحية ، و قادتها مشغولون بالحرب و المعارك ، فلا الرئيسان هادي و ناصر و لا الوزراء الميسري و محمد ناصر و لا بن علي و مسدوس و القفيش و العيسي و صف طويل من القيادات شفعت مكانتهم لتوفير احتياجات مشافي الوضيع و مودية و لودر ،  فعلى الأقل اوقفوا الحرب اللعينة و ادعوا المنظمات الدولية للتدخل و عمل مالم تستطيعوا عمله..
  القيادة ليست معارك و نصر و شهداء و سلطة فقط ،   بل القيادة هي اخلاق و إنسانية ايضا ... ولكم في إتفاق الحديدة عبرة و مثل..

مقالات أخرى

درع الوطن ومعايير الاستيعاب.. بين الشفافية والانتقائية

احمد راشد الصبيحي

نعم، نضحك ونبتسم كلما ضُرب الحوثي

احمد راشد الصبيحي

الى أبنا جلدتنا

عدنان الاعجم

"2024، وداعًا غير مأسوفٍ عليك"

غازي العلوي