الدور النضالي والبطولي المطلوب من الشباب العربي وكل النخب المستنيرة اليوم، هو أن يحرروا أنفسهم أولاً من إسار التبعية العمياء، ويتخلصوا من مجاهيل «الشجاع الأقرع - وصوت المرأة عورة - ولحوم العلماء مسمومة - وأن آلـ البيت مفضلون على سائر الخلق».

أن يكفروا بفتاوى «خامنئي - والقرضاوي»، وكل المعممين والمدقنين والدجالين والكهنة وتجار الأديان، ويتوقفوا عن التفكير بالماضي وإجترار ثأراته واحقاده وعلاته، والتغني والتفاخر بأمجاد وبطولات وفتوحات وعنتريات رواده.

أن يثوروا على كل القوى التقليدية والرجعية، وكل التقاليد والأعراف البائدة، ويحرروا عقولهم من خرافات وأوهام الأزمان الغابرة، ويكرسوا جهودهم وطاقاتهم وأفكارهم في سبيل إستئصال الجهل والتخلف من العقل الجمعي للأمة، ويطلقوا ثورة تنويرية شاملة تنتصر للعقل والعلم والإنسان والحياة.

أن يجعلوا الحاضر والمستقبل نصب أعينهم، ويتجهوا صوب التعلّم والبحث والدراسة والتجريب والتخطيط والعمل والإنتاج، ويعتبروا ويتعلموا من تجارب الأمم والشعوب الأخرى التي باتت تتسابق على غزو الكون من حولنا، ويستفيدوا من ثورة المعلومات والتقنيات الحديثة ويوظفوها بشكل صحيح وسليم وخلاق.
 
أما في حال واصلوا سفههم وإنحطاطهم في تسويق السخافات، والسباق على حصد المتابعات والمشاهدات والتعليقات والإعجابات، ومتابعة آخر التقليعات والموضات .. فتأكدوا أن مستقبل هذه الأمة سيكون أشد قتامة وتردياً وتخلفاً من حاضرها هذا.
#منصور_الصمدي
7 سبتمبر 2021م