تمسكنا بالانتقالي باعتباره ( تيس الحافة ) لايعني أن نغض الحرف عن أخطاءه وسلبياته ونسكت عن سلوكياته وممارساته وبيعه وشراه فينا كشعب . 
إذا عندما نكتب وننقد الانتقالي فذاك يعني أننا نريد أن نقيم اعوجاجه ونريد منه أن يصحح مما يقع فيه من أخطاء كارثية بحق نفسه اولا وبحق من نصب نفسه ممثلا لهم ثانيا ،  ولا أن يعمل على تكرارها بصورة فجة ومع سبق الاصرار والترصد كل يوم بصور شتى . 
لا جدال في أن الانتقالي حتى اللحظة هو الأكثر حضورا والاكثر شعبية والأوفر رصيدا على الساحة الجنوبية ، لكن ذلك لايعني أنه لم يفقد الكثير من شعبيته ورصيده خلال الخمسة أعوام الماضية نتيجة سياساته الرعناء وبسبب وعوده البراقة التي لم يقوَ على تحقيق شيء منها أو بسبب انفصام خطابه عن ممارسات قواه وقياداته والمحسوبين عليه على أرض الواقع والتي أثرت بشكل سلبي على مكانته ورمزيته وحضوره وأهليته لقيادة مشروع وطني . 
لم يخفق الانتقالي فحسب ، وطبعا هذا الإخفاق بدون مبررات , ولكنه أضاع فرصة تلو أخرى بعدد شعر راس قياداته في تحقيق نجاحات وإضافة رصيد الى سجل القضية الجنوبية التي باعها في ليل اظلم .
ياريت المجلس الانتقالي تمسك بورقة ضغط واحدة واحدة فقط وما أكثرها ( ضعف الشريعة وسمسرتها وعدم جديتها في استعادة الدولة من قبضة الحوثيين ، تراخي مايسمى بالجيش الوطني واعمال المقاولات والبيع والشراء التي كان يقوم بها في الجبهات ، تدهور الخدمات ، انهيار العملة وغيرها ) وقبل ذا وذاك كان على الانتقالي ان يتكيء على الشارع ويحتضن حراكه ، لا ان يعمل على وأده ثورة الشارع في مهدها ومواجهتها بالمنع والرصاص . 
يقول ( بدو ) ابين في امثلتهم ( عاد في الحبل عطفة ) كتعبير عن ضياع عديد فرص ومحاولة اللحاق بطوق نجاة ، ولذلك نقول للانتقالي ان أمامك بصيص ضوء وفرصة كي تشحذ همتك وتخرج من جلباب الولاء والطاعة والارتهان ، وان تخرج الى صف الشارع فمنهم تستمد قوتك ، وتقوي عودك قبل ان يصار إلى ماصارت اليه عصا سيدنا سليمان وانتم نائمين في العسل .
أما إذا كان الامر مخطط له وان تسير الامور بهذا المنحنى وانكم مدركون ماذا تفعلون وتقومون به فلا عتب عليكم وانما العتب على ثقتنا الزائدة بكم لاكثر من سبع سنوات وانتم تسوقون لنا الوهم ، والشعب يستاهل ، وهذه ليست مصيبة على المشروع الوطني بقدرما هي تجربة مريرة ينبغي استخلاص دروسها وعبرها لمراحل النضال القادمة . 
فضل مبارك 
22/6/25