يتحدث بعض الاخوه ويتداول هذه الأيام عبارة أن طريق جبهة عقبة ثرة سيفتح خلال الساعات القادمة، وكأن الطريق سيتم فتحه بين ليلة وضحاها، كما حصل في فتح طريق عقبة أمحلحل. وهذا أمر غير دقيق.
نستغرب من بعض الأقلام التي تبيع الوهم للناس، وتنشر تصريحات وتحليلات من رؤوسهم دون أي مسؤولية أو معرفة حقيقية بتعقيدات الواقع. قبل يومين فقط، وبعد اجتماع اللجنة الأمنية بمحافظة أبين، تم الإعلان عن موافقة رسمية على فتح طريق عقبة ثرة، ولكن ذلك لا يعني أن الطريق سيفتح فوراً.
للأسف، هناك من يكتب ويحلل ويهاجم دون وعي، بل ويسعى البعض لمغازلة ومهاجمة بعض الإعلاميين الجنوبيين الحريصين من أبناء المنطقة الوسطى وأبين الذين كتبوا عن طريق عقبة ثره بكلمة حق ومن باب الحرص والحذر. ولكن يحسبون أن كل من يتحفظ أو ينبه على المخاطر أو يطالب بتحرير مكيراس أبين، هو ضد مصلحة المنطقة والمواطنين. بل العكس الصحيح قلوبهم تنبض بحب الوطن وخدمة شعبه وقضيته ،
فها هم اليوم نشاهدهم يلمّحون ويتحدثون لمن حولهم بأنهم "انتصروا ونجحوا في فتح الطريق رغماً عن التحذيرات، مع أن عاد الطريق ما أفتتح.! وهذا قمة الحقد والعداء منهم للأقلام الجنوبية الحرة والمخلصة .
نؤكد لهم أن كل جنوبي غيور وإعلاميي المجلس الانتقالي الجنوبي في المنطقة الوسطى وأبين، هم من يحملون الصوت والكلمة الرسمية والموثوقة، ويمثلون الخط الوطني المسؤول، ومن يعتمد على معلوماتهم وتحليلاتهم، كل جنوبي شريف حريصي على المصلحة العامة يؤخذ بكلامهم، لا بكلام من يحول موضوع فتح أو إغلاق طريق عقبة ثرة إلى عداء شخصي أو رهان ضد الجنوبيين. ومثل هذا لا يخدم إلا العدو الحوثي .!
إن فتح طريق جبهة عقبة ثره يتطلب وقتاً، وكما قلنا أعلاه لن يتم فتحه بين يوم وليلة، أو ابش أو الساعات القادمة، فالطريق أولا نفسه بحاجة إلى إصلاح وصيانة ويحتاج له وقت كثير، والأهم من ذلك هو الجوانب الأمنية الحساسة. فلا يمكن فتح الطريق بشكل آمن إلا بعد تنفيذ كل الإجراءات وتوصيات اللجنة الأمنية، لأجل الحفاظ على أمن واستقرار الجبهة والمنطقة، وليس عشوائياً فتح طريق عام مثل طريق عقبة ثره بوابة رئيسية للجنوب بدون أي خطط أمنية مدروسة.
وللتذكير في حرب صيف 94م تم اقتحام واجتياح أرض الجنوب الطاهرة عن طريق عقبة ثره، نزلت جحافل تلك القوات الشمالية من هذا الطريق وانقسمت إلى قسمين قسم تحرك بتجاه زنجبار أبين ومن ثما العاصمة عدن، وقسم اتجه إلى محافظة شبوة وبعدها حضرموت والمهرة. لهذا لا يلدغ من الجحر مرتين!
صحيح أن لدينا اليوم جيش جنوبي وقوات مسلحة جنوبيه تناطح الحيود ولن يستطيعوا التقدم وسيهلك كل الغزاة، ولكن الحذر من الشجاعة والحرص من الوعي الوطني، فلا نقبل بالذل أو خضوع لمليشيا الحوثي المجوسية وأعوانها فلا عهد لهم ولا دين.
ما حدث في محافظة ريمة خلال الساعات الماضية، من جريمة قـتـل الشيخ السلفي صالح حنتوش رحمة الله تغشاه واسكنه فسيح، أثر تفجير هذه المليشيات الحوثية الإيرانية دار القران ومنزله فوق رؤوس أسرته، دليل إضافي على إرهاب وعبث هذه الجماعة. ومن المخزي والمعيب أن من يدّعون اليوم الحرص على فتح طريق ثره، لم يهتموا ويتحدثوا عن الجريمة .
نتمنى التوفيق للجميع لما فيه الخير والمصلحة، وحذارِ من المندسين والمتحوثين. الذين دائماً يستغلون الأمور، فهم من يتحمل مسؤولية أي خطر أو عرقلة لجهود اللجنة الأمنية بسبب تسرعهم وتحالفاتهم المشبوهة.
هذا وتحياتي لمن يستوعب ما ذكر والعفو على الإطالة.
مقالات أخرى