النوباني لـ"الأمناء": إذا لم يتدخل الصندوق هذا العام سيتوقف التعليم بسرار
لقور: مدرسة (امسدارة) معرضة للانهيار وتهدد حياة طلابنا
البديلي: الدوام الدراسي حاليا ليس بالشكل المطلوب
الشنبكي: نعاني من نقص حاد في الكادر التربوي
"الأمناء" تقرير / صالح البخيتي:
تعد مديرية سرار يافع أحد مديريات محافظة أبين، ويوجد فيها (22) مدرسة منها (20) أساسي و(2) ثانوي، وجميع تلك المدارس تعاني من مشاكل عدة تتفاقم سنوياً عاماً بعد عام، أهمها النقص في المباني المدرسية، والنقص في عدد المدرسين والكتب المدرسية، بالإضافة إلى زيادة عدد الطلاب الدارسين، وهذه هي أبرز صور المعاناة المتفاقمة التي تواجه مدارس سرار كل عام دون أن تكون هناك حلول جذرية لحل هذه المعضلات من قبل الجهات المعنية بالمديرية والمحافظة.
سرار مهددة بتوقف التعليم
وتحدث المستشار التربوي بمحافظة أبين الأستاذ/ شيخ عوض النوباني لـ"الأمناء" قائلاً: "إن مشاكل العام الدراسي الحالي هي نفسها لا تختلف عن الأعوام الدراسية السابقة، وهو ما يحول دون تطوير العملية التربوية، وينعكس سلباً على المستوى الدراسي للتلاميذ، مثلما يعيق إيصال المنهج بالشكل الصحيح، مما يؤدي إلى إرباك العملية التعليمية".
وأشاد النوباني بتدخل الصندوق الاجتماعي للتنمية في قطاع التعليم بسرار يافع للعام الماضي قائلاً: "نقدم خالص الشكر والتقدير أولاً للصندوق الاجتماعي للتنمية ممثلاً بالمهندس غازي أحمد علي مدير الصندوق الاجتماعي فرع عدن، وأ. محمد عبدالله العجردي ضابط التعليم في الصندوق لمديريات (سرار، الحد المفلحي، ردفان..إلخ)، وإلى الجهة المانحة لدعم مشروع فرص العمل المؤقتة في مجال التعليم (النقد مقابل العمل)، وإلى مدير التربية بسرار، أ.فوزي المخيري الذي لعب دوراً كبيراً في تسهيل تلك المهمة باعتماد (110) فرصة عمل تعاقدية في مديرية سرار".
وشكر متعاقدي الصندوق ذكوراً وإناثاً في جميع مدارس المديرية كلاً باسمه وصفته، مضيفاً أنهم كانوا سبباً في استقرار سير العملية التربوية والتعليمية بالمديرية خلال العام الدراسي المنصرم، الذي شهد إضراباً شاملاً أعلنته نقابة المعلمين، وبه توقفت الدراسة من قبل المعلمين الأساسين إلا أن متعاقدي الصندوق بسرار عملوا كل ما بوسعهم لاستقرار الدراسة في تلك الفترة رغم الإضراب الذي عصف بمدارس الجنوب عامة.
وتابع: "لولا المستجدات الأخيرة المتعلقة بفيروس كورونا التي كانت سبباً في تعليق الدراسة لكان أكمل الطلاب العام الدراسي كما عاهدوهم". وفي ختام حديثه دعا الجهة المانحة وصندوق التنمية إلى استمرار التعاقد مع الخريجين الجامعيين بسرار لهذا العام وزيادة عدد أكبر من الفرص المتاحة لتغطية العجز القائم في جميع مدارس المديرية التي باتت مهددة بالإغلاق، نظراً لإحالة عدد كبير من المعلمين إلى المعاش التقاعدي، ووفاة واستشهاد عدد منهم، وكذا ركود التوظيف منذُ سنوات طويلة، آملاً التجاوب بإعادة التعاقد لهذا العام 2020/2021م، لما فيه المصلحة العامة لإنقاذ التعليم بالمديرية الذي إذا توقف التعاقد سيتوقف التعليم تماماً لعدم وجود كادر تربوي كافٍ يقوم بالتدريس نيابةً عن المتعاقدين.
حياة الطلاب مهددة
وفي لقاء سابق، قال رئيس مجلس آباء مدرسة امسدارة مختار أحمد ثابت لقور: "نحتاج إلى (20) معلماً لمدرسة امسدارة للتعليم الأساسي وحدها دون المدارس الأخرى بسرار".
وأضاف: "مدرسة امسدارة القديم للتعليم الأساسي باتت سقوفها آيلة للسقوط، وتهدد حياة أبنائهم الطلاب، بسبب تسرب المياه إلى داخل الفصول".
ويشير إلى أنهم قد ناشدوا منذ سنوات عدة، أن يعاد بناؤها، لكنهم لم يجدوا أي استجابة من الجهات المعنية".
وتابع: "المدرسة تحولت لمساحات فارغة لخزن الكتب والأثاث المدرسية المتهالكة". مؤكداً أن المدرسة الحديثة، لم تعد كافية لاستيعاب الطلاب، علماً أن كُل فصل دراسي يضم أكثر من خمسين طالباً وطالبة، وهو ما يدمر الوضع النفسي للتلاميذ مع تدمير مستقبلهم، فالمدرس لا يتمكن من إعطاء المادة حقها الذي يسمح للتلاميذ باستيعابها، مؤكداً أن "الاكتظاظ يؤدي لانخفاض نسب النجاح في المدارس عموماً".
أحد أولياء الأمور يتحدث لـ"الأمناء"
بدوره، يقول أحد أولياء أمور الطلاب، وهو والد أربعة تلاميذ، من منطقة امسدارة بمديرية سرار: "أنا أعمل بالأجر اليومي من أجل أن أدرس أبنائي في المدارس".
وأضاف لـ"الأمناء": "لقد حبطت معنوياتي وكل أب يأمل أن يعلم أولاده؛ نظراً لعدم وجود كادر تربوي كافٍ يقدم لهم العلم بشكل صحيح". مشيرا إلى أنه "مع بداية كل عام دراسي جديد، يعيش حالة من الإحباط بسبب ما يتوجب منه إنفاقه على أبنائه الأربعة في المراحل الدراسية المختلفة، فاثنان منهم في الابتدائية وآخرون في الثانوية العامة".
وأشار إلى أن "العام المنصرم يعد بالنسبة له أفضل عام مر عليه من خلال مشاهدة أبنائه وهم يتلقون العلم بجد من قبل متعاقدي الصندوق الاجتماعي الذين حلوا بديلاً عن المعلمين الأساسيين". مؤكداً أن "الفرحة والسرور الذي ارتسمت على جبينه عندما كان يلاحظ أبناءه يدرسون خلال الفصل الأول من العام الماضي، قد حبطت وتدمرت تماماً في الفصل الدراسي الثاني".
دوام دراسي قصير
من جانبه، أوضح الأستاذ شفيق أحمد البديلي أن "التعليم حالياً لم يعد مثلما كان سابقاً، فالصفوف الدراسية اصبحت مكتظة، والحصة الدراسية لا تتجاوز(35) دقيقة في المدارس، إذ أن اليوم الدراسي بأكمله لكُل الدوام لا يتجاوز أربع ساعات فقط، وهذا لا يكفي لتعلم مواد علمية مهمة تحتاج إلى شرح مفصّل وذهن صافي".
وأضاف: "الفصول التي يدرس فيها الطلاب ضيقة ومليئة بالضجيج، أي أن بالفصل (40) طالباً وفي فصول أخرى يزيد العدد على ذلك".
وتابع: "معاناتنا كمعلمي ثانوية عامة لا تقتصر على ضيق المكان، بل تمتد لغياب المختبرات والوسائل التعليمية المهمة، لذلك نطالب وزارة التربية بتوفير وسائل الإيضاح والمختبرات الخاصة وغرف الكمبيوتر، وقبل كلّ ذلك توفير مدارس مكتملة تمكن طلابهم من الدراسة باطمئنان".
دور وزارة التربية
فيما أفاد الاخصتاصي الاجتماعي موجه مكتب التربية بسرار، الأستاذ نجيب عبد شيخ الهيثمي أن "إدارة التربية بالمديرية في عهد الأستاذ فوزي المخيري، عملت جاهدة على انتشال العملية التعليمية من وضعها السابق، لكن ما زالت تواجه عقبات وصعوبات كبرى، يصعب عليهم حلها، إلا إذا تدخلت إدارة التربية بالمحافظة ووزارة التربية والتعليم والمنظمات والصناديق المانحة، والتي أهمها نقص في الكادر التربوي والمباني والأثاث والكتب المدرسية بشكل عام".
ويكرر قوله: "إن إدارة التربية بسرار أصبحت عاجزة كلياً على توفير المتطلبات التي تعاني منها المدارس والتي أهمها نقص في الكادر التربوي بسبب توقف بند التوظيف منذُ عام 2013م، وإحالة عدد من المعلمين إلى المعاش التقاعدي، وكذا الوفيات والنزوح لخارج المديرية بسبب الجفاف الذي عانت منه المديرية في الأعوام السابقة".
وذكر الهيثمي مثالًا للمدارس التي فيها كثافة طلابية وافتقار حاد للمبنى المدرسي والأثاث والكتب المدرسية كمدارس الدعيس وحُمّه وامسدارة وعمران والخشناء والركب والمجزع والمقيصرة.
وأضاف: "جميع مدارس سرار - أساسي وثانوي - تستقبل عددًا كبيرًا من الدارسين يصل في الفصل الدراسي الواحد إلى ثمانين طالبا وطالبة، ما جعل العملية التعليمية تخرج عن مسارها الصحيح بسبب كثافة الطلاب الدارسين فيها".
أما من ناحية النقص في المواد الدراسية، فأفاد الهيثمي أن "العام الماضي بعض المواد الدراسية خصوصاً في الثانوية العامة، القرآن الكريم واللغة الإنجليزية والفيزياء سنة أولى والأحياء والفيزياء سنة ثانية علمي، كلفت إدارة ثانوية سرار مبالغ باهظة". مؤكدا أن "إدارة الثانوية والإعلام التربوي بالمديرية قد نسقوا العام الماضي مع رجل الخير والعطاء الشيخ عادل السنيدي بنسخ تلك المواد الدراسية في مطابع عدن على حساب السنيدي يجزيه الخير".
وتابع: "طلاب القسم الداخلي باتوا بحاجة ماسة إلى المأكل والمشرب والمسكن".. مشيرا إلى أنهم قد تواصلوا مع بعض فاعلي الخير على توفير عدد من البطانيات لطلاب القسم وما زالوا يعانون من صعوبة في توفير الغذاء والمسكن، في ظل غياب تام للجهات المعنية التي يفترض أن تبادر بدرجة أولى لدعم تلك الشريحة.
ودعا، في ختام حديثه، وزارة التربية والتعليم إلى توفير مطالب ومستحقات المعلمين؛ لأن رواتبهم لا تعد كافية لتوفير مطلبات حياتهم اليومية في ظل انهيار العملة وغلاء الأسعار وتردي الأوضاع المعيشية، وهذا الأمر يعود لوزارة التربية والتعليم إذا أرادت أن تحقق ثمارًا طيبة وإلا ستكون العواقب وخيمة".
نقص حاد في الكادر التربوي
وفي الختام، قال الأستاذ زياد الشنبكي: "هناك عديد الصعوبات التي تواجه إدارة التربية والتعليم بسرار، أهمها نقص الكادر التعليمي، وهو يمثل المعضلة الأساسية".
وأضاف: "خلال السنوات الماضية في ظل وضع الحرب وعدم توظيف كوادر جديدة في الوقت الذي أحيل به عدد من معلمي المديرية إلى التقاعد، أدى ذلك إلى نقص الكادر التربوي في معظم المدارس، وكذا انعدام الكتاب المدرسي من المعروف أنه خلال سنوات الحرب يوجد نقص حاد وانعدام للكتاب المدرسي وهذه مشكلة تواجهها مدارس سرار".
واختتم بالقول: "بعض المدارس تشهد كثافة طلابية مع نقص في عدد الفصول الدراسية، كما أن بعض الفصول الدراسية ضيقة، وعدم توفر الوسائل التعليمية والمختبرات في الوقت الذي المناهج مرتبطة ارتباطاً وثيقاً في الجانب العملي التي تعتمد على الوسائل التعليمية والمختبرات ولذلك يجد المعلم صعوبة في إيصال المعلومات بالشكل المطلوب".