رئيس وزراء إسرائيل : السلام مع السودان ستجني ثماره المنطقة برمتها.
الامناءنت/محمدمرشد عقابي/تقرير


لمحت تسريبات دبلوماسية الى ان الحكومة الإنتقالية السودانية تدأب حالياً باتجاه تطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل فيما لفتت تصريحات رسمية إسرائيلية الى ان التطبيع المرتقب سيتم قبل نهاية هذا العام 2020م وذلك بعد أشهر من اللقاء المثير للجدل بين رئيس الوزراء "بنامين نتنياهو" ورئيس مجلس السيادة السوداني "عبد الفتاح البرهان" بمدينة عنتيبي الأوغندية في فبراير (شباط) الماضي.

وكشف وزير الإستخبارات الإسرائيلي "إيلي كوهين" النقاب عن صفقة وشيكة مع السودان يتوقع ان تفضي الى توقيع اتفاقية سلام بين البلدين، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عنه القول : يتوقع ان تتم هذه الخطوة التأريخية قريباً وربما قبل نهاية العام الجاري وان بعثات مشتركة تعمل على قدم وساق للتوصل لإتفاق سلام بين البلدين.

المتحدث الرسمي بأسم الخارجية السودانية "حيدر بدوي صادق" دعا جميع السودانيين للصلح مع إسرائيل وخاطبهم قائلاً : أقول لكل السودانيين اصطلحوا مع إسرائيل، لأفتاً الى ان ترتيبات تجري حالياً بين قيادة الدولة وإسرائيل، وقال: أقول للرئيسين "البرهان وحمدوك" احترموا شعبكم واكشفوا له ما يدور في السر بشأن العلاقة مع إسرائيل، مضيفاً : لإسرائيل أقول، نحن شعب عريق يعرف مصالحه جيداً ولن نرضى بعلاقات غير متكافئة كتلك التي أقامها نظام الهوس الديني المباد.

وقطع الدبلوماسي الذي أُعيد للخدمة عقب الثورة السودانية بعد أن كانت سلطة الإسلاميين قد أحالته للصالح العام بأن السودان لن يطبع علاقته مع إسرائيل إلا بمنطق الند للند، واستطرد قائلاً : للولايات المتحدة أقول، ارفعي أسم السودان المقدس الذي دنسه الهوس من قائمة الدول الراعية للإرهاب فوراً ولا تتعاملي معنا إلا كند أصيل تحتاجين إليه كما يحتاج إليك، وأؤكد أنك ستحتاجين إليه، وستحتاج إليه دول العالم كافة بأكثر مما يحتاج إليك ويحتاج إليه باقي العالم كما سيرد لاحقاً.

وفور ذيوع هذه التصريحات المنسوبة للمتحدث بأسم الخارجية السودانية سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" عبر صفحته على موقع "تويتر" للترحيب بها قائلاً : إسرائيل والسودان والمنطقة بأسرها ستجني الفوائد من إتفاقية السلام التي ستكون قادرة على بناء مستقبل أفضل لجميع شعوب المنطقة، واضاف : سنقوم بكل ما هو مطلوب لجعل هذه الرؤية حقيقة واقعة.

بدوره ابدى وزير الخارجية الإسرائيلي "غابي أشكنازي" ترحيباً كبيراً بمساعي السودان للسلام وقال: إعلان وزارة الخارجية السودانية يشير الى التغيير الجوهري الذي يحدث هذه الأيام في الشرق الأوسط بشكل عام وفي السودان بشكل خاص، وعلينا ان نتذكر ان هناك أهمية بالغة لهذا التصريح الآن بعد 53 عاماً من مؤتمر "الخرطوم" الذي دعا فيه السودان وسائر العرب الى معارضة الإعتراف بإسرائيل (لاءات الخرطوم) وتوقيع إتفاق سلام معها، إنني أرحب بأي خطوة تعزز عملية التطبيع والسلام والإتفاقات والإعتراف بين الدول.

ومضى "أشكنازي" قائلاً : ان الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية بقيادة وزارة الخارجية تخلق فرصاً مهمة أخرى مثل العلاقة بين إسرائيل والسودان وسنواصل مناقشة تحسين العلاقات في المستقبل القريب حتى يتم توقيع إتفاق سلام يحترم مصالح الطرفين.

من جهته رحب الناطق بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية "ليئور خياط" هو الآخر بالتصريح السوداني، وقال ان دولة إسرائيل ترحب بأي خطوة من شأنها أن تؤدي الى عملية تطبيع واتفاقات سلام مع دول المنطقة.

وأعرب وزير المخابرات الإسرائيلي "إيلي كوهين" عن قناعته في وقت سابق بأن توقع السودان على اتفاقية سلام مع إسرائيل قبل نهاية العام الحالي، وقال "كوهين" في إحاطة قدمها لوسائل الإعلام الإسرائيلية : أعتقد أنه قبل نهاية هذا العام سنحقق اختراقاً مع دولة في أفريقيا، وأعتقد ان السودان هو البلد المحدد لتوقيع اتفاق سلام.

وعاد الوزير "كوهين" وقال في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي انه يرجح دولة أخرى وقال : أعتقد أن البحرين وسلطنة عمان على جدول الأعمال بالتأكيد، بالإضافة الى ذلك فهناك في تقديري فرصة بالفعل في العام المقبل لإتفاق سلام مع دول أخرى في أفريقيا وعلى رأسها السودان.

واكد محللون يتابعون نشاط رئيس الموساد "يوسي كوهين" بانه يتنقل هذه الأيام بين عدد من الدول بهدف تمهيد الأجواء ووضع الترتيبات اللأزمة لإبرام إتفاقيات سلام وتطبيع العلاقات بينها وبين دولة الكيان.

وذكرت القناة الرسمية للتلفزيون الإسرائيلي "كان" ان الإتصالات بين إسرائيل والسودان مستمرة، كما ان بعثات من كلا الطرفين تواصل الإستعدادات المكثفة للوصول إتفاق مع دولة الإحتلال.

رئيس مجلس السيادة السوداني "عبد الفتاح البرهان" قال في تصريح صحفي لوسائل إعلام أجنبية معلقاً على لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في عنتيبي الأوغندية، ان من حق السودان البحث عن مصالحه الوطنية والأمنية في كل مكان، وان الجهاز التنفيذي (مجلس الوزراء) يقوم بترتيب وإدارة العلاقات الدبلوماسية، وان "لجنة مصغرة" تم تكوينها لمتابعة أمر العلاقة مع إسرائيل، مستدركاً حديثه بالقول : العلاقة مع الجانب الإسرائيلي متروكة للجهاز التنفيذي وهو الوحيد من يحق له الفصل في إقامة مثل هذه الإتفاقات الخارجية.

وفضح "البرهان" في تصريحاته طرفاً ثالثاً لم يسمه، والأرجح ان يكون الرئيس الأوغندي "يوري موسيفيني" والمستشارة المشتركة بينه والبرهان الراحلة "نجوى قدح الدم" قد رتبا ذلك اللقاء، وتناول دور إسرائيل في دعم السودان فيما يتعلق بحذفه من اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، ورد على المعارضين للقائه مع نتنياهو ومن يرفضون تطبيع العلاقات مع إسرائيل بالقول : مصلحة السودان يؤيدها قطاع واسع من السودانيين ولا يعارضها سوى عدد محدود من الجماعات الآيديولوجية والأقلية الحزبية.

وحتى اللحظة لم تصدر أي تعليقات او تصريحات او ردود أفعال رسمية عن تطور ملف العلاقات السودانية الإسرائيلية منذ إعلان "البرهان" تسليم الملف لمجلس الوزراء وعمل "اللجنة المصغرة" التي كشف لوسائل الإعلام تكوينها، في المقابل تشير التقارير الإسرائيلية الى ان التواصل ما يزال مستمر بين الخرطوم وتل أبيب لمد جسور العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو ما تؤكده حاجة الأطراف الثلاثة للتطبيع، فـ"نتنياهو" في حملته الإنتخابية ومثله الرئيس الأميركي "دونالد ترمب" في حملته الإنتخابية هو الآخر والسودان لحذف اسمه من سجل قائمة الدول الراعية للإرهاب.

ويستند الدبلوماسي "صادق" في دعوته للتصالح مع إسرائيل إلى منطلقات دينية وجغرافية وتأريخية لكونه ينتمي لجماعة (الإخوان الجمهوريين) التي أسسها المفكر "محمود محمد طه" الذي أعدمه الرئيس الأسبق "جعفر النميري" بتهمة الردة على اجتهاداته الدينية الجريئة.

السفير "صادق" اعتبر موقفه بأنه لا يتعدى وجهة نظر ورأي شخصي، ويعبر عنه كمواطن لا كـ"دبلوماسي"، وقال : كمواطن سوداني حر مكنته ثورة شعب حر ان يصدح بقول الحق وان يصرح برأيه دون اي قيود، لا كسفير مسؤول في الخارجية فحسب، والحرية الفردية المطلقة هي أسمى ما أصبو الى تحقيقه في علاقتي بربي بالتوحيد وعلاقتي بالناس في الفضاء العام، لذلك لن أدع منصبي في الخارجية والفهم القديم السائد والمغلوط عن الدبلوماسية بوصفها فن الكتمان او البوح المنمق يكبلني عن الصدح برأيي الحر في أي شأن يتعلق بالمصلحة العامة وحرية الرأي هي أهم فاعل في هذا الفضاء وهي أهم مكتسبات ثورة ديسمبر (كانون الأول) على الإطلاق.

وتعد "الخرطوم" من ألد أعداء إسرائيل حيث شهدت عقب نكسة 1967م مؤتمر القمة العربي الشهير بمؤتمر اللاءات الثلاثة (لا صلح لا إستسلام ولا تفاوض) مع إسرائيل، وكانت جوازات السفر السودانية حتى عام 2009م ممهورة بعبارة "مسموح له بزيارة كل الأقطار عدا إسرائيل"، ما يجعل من الخطوات المتسارعة باتجاه التطبيع تغييراً جوهرياً في السياسة الخارجية لهذا البلد العربي عريق الحضارة والتأريخ.

متعلقات
هدف "قاتل" يمنح برشلونة انتصارا مثيرا على ليفانتي (2-3) في ثاني جولات "الليغا"
عدن تحتفي بيوم السرد القرآني الثاني بمشاركة 260 حافظًا وحافظة وبرعاية رسمية
وفاة المواطن فضل أبو ياسين جراء سيول وادي الملاح في لحج
مصرع قيادي حوثي بارز في قصف دقيق بجبهة رازح
صحيفة : خليجية : «إخوان اليمن» يواصلون نهب أموال الضرائب ومناهضة إصلاحات الشرعية