مزايدة أردوغان على القضية الفلسطينية...ضجيج من أجل غاز المتوسط
الامناء/وكالات:

قالت صحيفة روسية إن الحرب الكلامية الشرسة من الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان، ضد إسرائيل والولايات المتحدة، بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس الإخوانة المسلمين، تجعل أردوغان فلسطينياً "أكثر حتى من الفلسطينيين أنفسهم"، ما الكثير من التساؤلات عن حقيقتها.


واعتبرت الصحيفة، أنه يمكن تفسير تصريحات أردوغان النارية ضد واشنطن وإسرائيل بقرب حزبه العدالة والتنمية الإسلامي أيديولوجياً من حماس، التي تُعتبر امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين، بينما يخوض أردوغان معارك على أكثر من جبهة لإنجاح مشروع تمكين الإخوان من الحكم، المشروع الذي باء بالفشل في أكثر من فضاء جغرافي تحركت فيه تركيا، من مصر، إلى السودان وليبيا، وسوريا، وفق ما نقل موقع "أحوال تركية" اليوم الجمعة.


وأوضحت ماريانا بيلينكايا وكيريل كريفوشييف في صحيفة "كوميرسانت" ما اعتبراه "تنطع" أردوغان للدفاع عن فلسطين، مشيرين إلى المعركة الكلامية بين واشنطن وأنقرة، حيث اتهمت الأولى أردوغان بمعاداة السامية على خلفية مواقفه من التصعيد الاسرائيلي في غزة، وبعد أن قال أردوغان عن الرئيس الأمريكي جو بايدن: "يداه ملطختان بدماء الفلسطينيين".


وقال كاتبا المقال: "على خلفية الحرب بين إسرائيل والحركات الفلسطينية في قطاع غزة، أظهر الزعيم التركي أنه المدافع الأكثر حماسة عن الفلسطينيين، وأدلى بتصريحات قاسية ضد إسرائيل وضد الولايات المتحدة والدول الأوروبية الداعمة لها".
ونقل المقال عن الأستاذ في جامعة "سيوتشو إمام" طغرول إسماعيل "هناك تنافس على القيادة الإقليمية مع إسرائيل".


وقال إسماعيل في تصريح للصحيفة الروسية، إنه لا يجوز في الوقت ذاته وصف دعم الرئيس التركي بـ "التعصب فهو ببساطة أكثر وضوحاً على خلفية سلبية الدول الأخرى".
والأمر لا يخلو من استعراضات اعتاد أردوغان عليها في مثل هذه الأزمات، لاستعادة شعبية تتهاوى قبل الاستحقاق الانتخابي في 2023.

ويقول الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط الإستراتيجية في أنقرة أيتون أورهان، في مقابلة مع "كوميرسانت"، إن تركيا تبدو "بطلة العالم في انتقاد إسرائيل"، موضحاً، حسب تقديره، أن الأمر يربط برغبة تركيا في تزعم العالم الإسلامي.
ولم يستبعد أيضاً التقارب الايديولوجي بين حماس وحزب العدالة والتنمية الذي يقوده الرئيس التركي، إذ تدعم أنقرة حركة حماس والجهاد، القريبتان من فكر تنظيم الإخوان الذي تحتضنه تركيا.
ونقلت الصحيفة الروسية عن أيتون أورهان، أن "لتركيا علاقات وثيقة مع حركة الإخوان المسلمين وحماس أحد فروع هذه الحركة".
ورأى أيضاً أن تركيا لا تملك أن تفعل شيء باستثناء التصريحات الصاخبة، وأنها على عكس المعلن ظاهرياً، لا تريد إفساد علاقاتها بإسرائيل كثيراً لأنها تسعى إلى توقيع اتفاقية معها حول شرق المتوسط "فلهذا الأمر أهمية مفصلية من وجهة نظر أنقرة للوصول إلى حقول الغاز قبالة سواحل قبرص".
وكان يشير بذلك إلى أن تركيا تجد نفسها وحيدة وهي تكابد للخروج من عزلة على ضوء تشكل جبهة تجمع خصومها الإقليميين في النزاع حول صلاحيات التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط.
وكانت قبرص واليونان ومصر وإسرائيل ودول أوروبية قد عارضت بشدة الانتهاكات التركية في شرق المتوسط ودفعها بسفن تنقيب استكشافية مرفوقة بسفن حربية في مياه متنازع عليها في المنطقة.
وعززت تلك الدول تعاونها في مواجهة التمدد التركي في شرق المتوسط لحماية مصالحها، فيما لا يزال التوتر يخيم في المنطقة على خلفية النزاع على مكامن ضخمة للنفط، والغاز.

متعلقات
في عملية نوعية: جهاز مكافحة الإر-هاب بالتنسيق مع النائب العام يحبط تهريب شحنة طائرات مسيّرة إلى مليشيات الحوثي
مشروع " المستشفى  التعليمي الطبي  لجامعة طب عدن"… بين طموح الإنجاز ومحاولات الإفشال
محافظ البنك المركزي يصدر قرار رقم 17 بشأن ايقاف ترخيص منشأة صرافة وإغلاق مقرها
محافظ البنك المركزي يناقش مع مسؤولي البنوك آلية تمويل وتنظيم الاستيراد
الأرصاد تحذر من استمرار الأمطار الرعدية المصحوبة برياح شديدة في عدة محافظات