عدنا والعود أحمد ، بعد وعكة صحية عزلتني عن الجمهور الكريم لبضعة أيام ، ها أنا أعود أكثر نشاطا وأعلى همة ، فضلا عن معنوياتي التي تكاد تلامس عنان السماء ، صحيح أن كل هذه الأمور يعود الفضل فيها أولا وأخيرا لله الواحد الأحد ، غير أنني لا أستطيع أن أنكر أن موقف روسيا العظمى بقيادة بوتن قد زادت من معنويتي ورفعت من همتي لاسيما عندما أطلق على الغرب المستكبر المسمى الجديد : " امبراطورية الكذب " إذ وضع بوتن الأصبع على الجرح بل لامس بذلك الحقيقة أيما ملامسة ، فلله درك يابوتن حين شخصت الداء ، ثم قدمت له الدواء . أتدرون أيها القراء الأعزاء ، ماذا يعني الحكيم بوتن بإمبراطورية الكذب ؟
إنه يعني بإيجاز شديد أن الغرب قائم على الكذب والزور والبهتان والنفاق والخداع وتصدير الوهم والخزعبلات والأكاذيب والتضليل وووووووووالخ ..
من ذلك على سبيل التمثيل ؛ تجدهم يدعون نشر الديمقراطية ، وأنهم يعملون ليل نهار من أجل تكريسها في أوساط أمم وشعوب العالم الثالث في مختلف أقطار الأرض مع أنهم يكذبون ، والحقيقة أنهم هم من يصنعون الدكتاتوريات بل ويحافظون عليها في العالم الثالث كما يحافظون على حدقات عيونهم . كذلك يدعي الغرب أنه يسعى جاهدا لنشر السلم وإرساء السلام ، وهم في هذا يكذبون أيضا ؛ لأن الجميع يعلم يقينا أنه مامن حرب قامت على وجه الأرض إلا والقائم بها الغرب ؛ إما دافعا أو ممولا أو موجها أو قائدا أو آمرا أو محرضا أو منتفعا أو أو أو أو .
وإذا أردتم أمثلة حية على ذلك فانظروا معي ، من الذي كان وراء الحرب في فلسطين ؟ ولا أقصد المعاصرة منها فقط ؟ بل أقصد حروب الغرب على الشرق الأدنى من العصور الغابرة إلى اليوم ، من الزمن الذي كنا نسميهم ؛ العلوج ، والفرنجة ، والحملات الصليبية وهلم جرى ، أليس الغرب ؟ وقبل هذا وذاك ، ماذا عن حقوق الإنسان التي تتشدق بها امبراطورية الكذب ، ويردد ذلك بعدها كثير من الغربان ؟
فهل هناك شيء مما يكذبون اسمه حقوق إنسان ؟ أليس الغرب هو وحده من يقتل الإنسان ، صغيرا وكبيرا ، شيخا وطفلا ، وامرأة بل حتى الشجر والحجر والطير والحيوان لم يسلم من قتل وإحراق وتدمير الغرب المتعمد؟
أكرر السؤال ؛ هل ترك الغرب المستكبر المتغطرس القائم على الظلم والطغيان شعبا واحدا على وجه البسيطة يعيش بكرامته أو يزرع أرضه أو يصطاد أسماكه أو يستفيد من ثرواته أو أو أو ؟
وبعد هذا القول الوجيز أتوجه بالدعاء إلى الله جل جلاله أن ينصر الحق على امبراطورية الكذب عاجلا غير آجل لعل في ذلك تنفسا للمستضعفين ونصرة للمظلومين