هل يتحول اجتياح روسيا لأوكرانيا إلى حرب نووية؟
الامناء/وكالات:

يرى الكاتب السياسي في صحيفة "لوس أنجليس تايمز" نيكولاس غولدبيرغ أن القوتين العظميين خلال الحقبة الباردة نجحتا بشكل عجيب في تفادي الصدام النووي.

واليوم، تتواجه الولايات المتحدة وروسيا، الدولتان الأكثر تسلحاً نووياً، في نزاع متصاعد بسبب أوكرانيا.
وبدأت التهديدات النووية من الجانب الروسي، وقال الرئيس فلاديمير بوتين الخميس الماضي للدول الأجنبية التي تتجرأ على التدخل في خططه لأوكرانيا: "ستكون العواقب كما لم تروها قط طوال تاريخكم".
لا يبشر بالخير
وإذا لم يكن ذلك واضحاً بما فيه الكفاية، قال بوتين أيضاً: "تبقى روسيا واحدة من أقوى الدول النووية.  لديها ميزة معينة في بعض الأسلحة فائقة التطور. في هذا السياق، لا يجب أن هناك شك لدى أحد أن أي معتد محتمل سيواجه هزيمة وعواقب وخيمة إذا هاجم دولتنا بشكل مباشر".
ويوم الأحد، وضع قوات الردع النووي في حال "تأهب قصوى" رداً على ما قال إنها "تصريحات عدوانية" من الغرب ضد روسيا.
ويشير غولدبيرغ إلى أن لا حد يبدو متأكداً بالضبط مما تعنيه حالة التأهب القصوى، لكن ذلك لا يبشر بالخير.
ليس أي زعيم 
مهما تكن نوايا بوتين، وقد يكون في ذلك الكثير من التهويل، فإن هذه التهديدات النووية خطيرة وغير مسؤولة، وأكثر عدوانية من أي تهديد أطلقه زعيم عالمي منذ عقود.
وبوتين ليس أي زعيم عالمي. تملك دولته أكبر عدد من الرؤوس النووية بالمقارنة مع أي دولة أخرى في العالم، بما فيها الولايات المتحدة، ووفق اتحاد العلماء الأمريكيين، تملك روسيا قرابة 6 آلاف رأس نووية بينما للولايات المتحدة أقل بقليل من 5500.
أزمة كوبا جديدة؟
على الأقل، العالم ليس في وضع شبيه بأزمة كوبا في 1962 حين اعتقد الرئيس جون كينيدي أن احتمال اندلاع الحرب النووية يتراوح بين 33 إلى 50%.
يبدو أن معظم الخبراء يعتقدون أن خطر الحرب النووية يبقى متدنياً، خاصةً بسبب امتناع إدارة بايدن عن التدخل عسكرياً بشكل مباشر في أوكرانيا.
وفي حديث إلى نيويورك تايمز في الأسبوع الماضي، قال أستاذ العلاقات الدولية في كلية كينيدي للحوكمة بجامعة هارفارد ستيفن وولت إن "فرص موتي بسبب حرب نووي لا تزال  ضئيلة إلى حد بعيد جداً، حتى لو أصبحت أكبر مما كانت عليه بالأمس".
 تواصل التصعيد
قال وولت لغولدبيرغ بعد طلب إضافي بالتوضيح: "لا أعتقد أن بوتين أو المقربين منه انتحاريون، ولا يتطلب الأمر عبقرية لتصور ما سيخفله تبادل قصف نووي على الجانبين".
وأضاف "لهذا السبب، لا أتوقع استخدام أسلحة نووية. لكن الحوادث قد تقع، والقادة يسيئون الحسابات أحياناً بشكل سيئ".
وقال مدير برنامج المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين هانس كريستنسن، لغولدبيرغ، أيضاً إنه لم يكن قلقاً بشكل رهيب من استخدام الأسلحة النووية في النزاع "كما يحدث الآن". وتابع "لكن لو تواصل التصعيد وأصبحت عمليات قوات روسيا وناتو متشابكة بطريقة ما، عندها سيكون هناك احتمال حقيقي لتصعيد إضافي، وردود فعل مبالغ فيها".
من قواعد الحرب
يتابع الكاتب مقاله مشيراً إلى أنه سيترك القرار للخبراء. لكن للتوضيح يضيف أنه رغم أن احتمالات اندلاع حرب نووية غير مقصودة، ضئيلة، يبقى أنه لا يمكن استبعادها.
إطلاق الحروب أسهل من إيقافها، وتصعيدها أسهل من كبحها. قال بوتين في البداية إنه مهتم فقط بحماية المناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا، لكن ذلك كان كذبة.
ويطرح الكاتب أسئلة إضافية، بمجرد أن يضع الرئيس الروسي نصب عينيه كامل أوكرانيا فلماذا سيتوقف عندها؟ وإذا كان حريصاً على إلغاء مفاعيل التفكك الذي يفترض أنه مذل للاتحاد السوفييتي، فلماذا لا يحتل المزيد من جيرانه خاصةً إذا كان يعتقد أن الغرب غير مصمم على إيقافه؟
مقترح الحظر الجوي
ذكر غولدبيرغ أن الولايات المتحدة قالت إنها لن تتورط عسكرياً في أوكرانيا. لكن ثمة أصوات في الكونغرس تدعو إلى التصعيد مثل النائب الجمهوري آدم كيزينغر الذي غرد عن ضرورة إعلان الولايات المتحدة منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا.
إذا حدث ذلك فإنه سيجبر الولايات المتحدة على إسقاط طائرات روسية. ويحمد الكاتب الله، لأن إدارة بايدن أشارت إلى أنها لا تنوي الإقدام على أمر مماثل، لكن لا تزال هناك نقطة إشكالية.
عقلية بوتين
يبدو أن لا أحد يفهم تفكير بوتين. هل يسعى ببراغماتية وحذر إلى تحقيق أهداف واضحة ومحدودة مثل إبقاء أوكرانيا خارج ناتو ووقف "انتهاك" التحالف لحدود روسيا؟ أم أن أهدافه أكثر شمولية وامبريالية تقضي بإعادة بناء الإمبراطورية الروسية؟
ويتساءل الكاتب أيضاً عن التقارير التي تشير إلى أن الرئيس الروسي أصبح غير واقعي في العامين الماضيين من العزلة بسبب الجائحة.
يقبل الكاتب أن المواجهة النووية غير مرجحة إلى حد بعيد. لكن مشاهدة بوتين يدمر الأعراف الدولية في الأيام الماضية تذكر بأن التهديد النووي، لم يتبخر مع انهيار الاتحاد السوفييتي.
لا يمكن الفوز 
تملك تسع دول أسلحة نووية، بينها باكستان، وكوريا الشمالية، وروسيا، والصين، ناهيك عن الولايات المتحدة، الوحيدة التي استخدمتها في السابق، وعلى العالم مواصلة السعي لنزع الأسلحة النووية ووقف انتشارها، إذ لا يمكن الفوز بالحروب النووية. 
وعلى المدى القصير، على الغرب أن يكون حذراً للغاية وهو يحاول إبعاد بوتين عن الحافة التي اقترب منها بتهور، وفق الكاتب.

متعلقات
كارثة بيئية في سقطرى.. نفوق جماعي للدلافين يكشف اختلالات بحرية مقلقة
ذا ناشيونال إنترست: الحوثيون لن يتوقفوا عن تهديد البحر الأحمر دون ثمن رادع
أسعار صرف العملات الأجنبية صباح اليوم 27 يوليو
النرويج التي أصبحت غنية أكثر من اللازم.. حين يتحول الازدهار إلى عبء
الاتحاد الأوروبي: الأوضاع في اليمن وصلت إلى مرحلة حرجة