المتتبع للشوؤن الدولية يستقرء من الأحداث الأخيرة أن هناك "ما وراء الأكمه" كما قيل،  فلماذا أوكرانيا بالذات وكيف وصل هذا الرئيس إلى سدت الحكم بعد أحداث دراماتيكية حصلت في أوكرانيا بعد أن تم تشويه شخصية الرئيس السابق فكتور يانوكوفيتش الذي اتهم بميوله السياسي الداعم لروسيا في المنطقة وفي أوكرانيا، ولذلك بدأ الغرب بشيطنة أمام شعبه عبر إعلامهم وكلنا نعرف ونتذكر كيف تعمل الآلة الإعلامية الغربية، ولنا في التاريخ القريب كيف تعامل مع الرئيس صدام حسين والرئيس القدافي والرئيس 
البشير، والان الماكنة الإعلامية تعاود فبركاتها وتشويه صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولكن هيهات إنها روسيا ..

 على الغرب أن يتعلم من دروس التاريخ؛ فليس ببعيد الحملة النابليونية على روسيا 1812، والغزو النازي في الحرب العالمية الثانية1941 على الاتحاد السوفيتي وهذه إشكالية كبيرة من وجهه نظري لأن الشعب السلفياني مهما اختلف يبقى أمه واحدة وديانة وعرق واحد منذ أيام ما قبل دولة كيفسكايا روس حيث الكل من شعوب السلفيان يعتز ويطلق على كييف العاصمة الأوكرانية ( أم المدن ) لكل من الروس والبيلاروس والأوكران.

لكن نعود ونقول لماذا أوكرانيا؟ لمن لايعرف أوكرانيا السلة الغدائية منذ أيام الاتحاد السوفيتي حيث تنتج اليوم من القمح 28 مليون وتحتل المركز السادس عالميا ما نسبته 9% من صادرات العالم للقمح وروسيا تنتج من القمح 77 مليون من القمح وهي تسجل المرتبة الأولى في العالم لتصدير القمح ما نسبته 21 %.

أعتقد الان تكونت لديكم فكرة عن تساؤل "لماذا أوكرانيا؟"

هنا الغرب حاولت ضرب عصفورين بحجر، إشعال فتيل الحرب في أوكرانيا وحصار اقتصادي على روسيا وكلنا شهدنا خلال أيام قليلة من الحرب كيف العالم الغربي بزعامة أمريكا والاتحاد الأوروبي قام بفتح الحدود ورصد الميزانيات والعتاد العسكري. وأرسال طائراتهم المقاتلة لبولندا وسمحت بتجنيد الأجانب في فيلق لدعم المقاومة الاوكرانية وجيشت الماكنة الإعلامية العالمية ضد روسيا ..

 
من مصلحتها امريكا، وهي الثالث في العالم  المصدرة للقمح بنسبة 13% وهنا علينا أن نستنتج أن أمريكا باستطاعتها أن تتحكم بسعر القمح عالميًا نتيجة لعدم مقدرة أوكرانيا على تصدير القمح بسبب الحرب والحصار على روسيا المفروض من الغرب ..

د. محسن باشجيره أستاذ العلاقات الدولية المساعد في قسم العلوم السياسية جامعة عدن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية