ناشونال إنترست: هل دخلت الصين وأمريكا حرباً باردة ثانية؟
الامناء/وكالات:

عن المنافسة بين الصين والولايات المتحدة والحرب الباردة الثانية المحتملة، قال الخبير في العلاقات الدولية والدراسات الإقليمية في إسلام أباد سيد فراز حسين نقوي في مجلة "ناشوتال إنترست"، إنه إبان رئاسة دونالد ترامب، انتشر التداول على نطاق واسع لمصطلح "الحرب الباردة رقم 2" في سياق التنافس الأمريكي الصيني، بعد الصعود الاقتصادي للصين.

وبعدما باتت الاقتصاد الأكثر نمواً في العالم، أصبحت الصين تشكل تحدياً للنظام الاقتصادي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، وترسي أساس التحول إلى قوة عسكرية عظمى. ولأنها الدولة الثانية، بعد الولايات المتحدة، الأكثر إنفاقاً عسكرياً بنحو 250 مليار دولار، تستخدم الصين قوتها العسكرية لتكريس مطالبهها الإقليمية في بحر الصين الجنوبي.
تشيد الصين جزراً اصطناعية في بحر الصين الجنوبي، وبنت قاعدتها البحرية الأولى خارج حدودها في جيبوتي الإستراتيجية في باب المندب. وترخي هذه التحركات بتأثيراتها عند اعتبار أمريكا للصين تهديداً متنامياً، وهكذا بدأت منافسة عالمية جديدة بين الولايات المتحدة والصين، للهيمنة.
وتشترك الحرب الباردة الثانية مع الحرب الباردة الأولى 1945-1991 في نواحٍ عدة. أولاً، كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي المتنافسين الرئيسيين على وضعية القوة العظمى، ومع ذلك أمكن تفادي نزاع عسكري بينهما بسبب قوة الردع النووي، ما أتاح للولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي التعاون لحل تحديات دولية أساسية، مثل أزمة قناة السويس في 1956.
معادلة الردع النووي
ورغم أن معادلة الردع النووي لا تزال قائمة إلى اليوم، فإن سياق التنافس الأمريكي الصيني يرتبط بمصلحة اقتصادية متبادلة.
ارتفعت قيمة التجارة بين البلدين إلى 660 مليار دولار في 2018،  بينما كانت التجارة الأمريكية مع الاتحاد السوفييتي متدنية خلال الحرب الباردة. ورغم ذلك، فإن "الحرب التجارية" بين الولايات المتحدة والصين، قللت الاعتماد المتبادل، ما خلق مجالاً لمزيد من التباين في السياسة الخارجية.
ثانياً، تمحور التنافس في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في أوروبا في شطريها الغربي والشرقي. ولتمنع تمدد الاتحاد السوفييتي، نشرت الولايات المتحدة قوات عسكرية في أوروبا وأنشأت حلف شمال الأطلسي.
وفي الحرب الباردة الثانية، يتركز التنافس بين الولايات المتحدة والصين في آسيا. وأنشأت الولايات المتحدة شبكة تحالفات "لتطويق" الصين، بما في ذلك حلف "كواد" مع اليابان، والهند، وأستراليا، وحلف أوكوس، مع المملكة المتحدة، وأستراليا، وتنشر دورياً البحرية الأمريكية في المناطق المتنازع عليها لردع أي مغامرة عسكرية صينية.
كما تقيم أمريكا شراكة إستراتيجية مع كوريا الجنوبية، واليابان، وتنشر قوات على أراضيهما.
ثالثاً، هيمنت على الحرب الباردة الأولى الحروب بالوكالة حول العالم. فبدل دخول الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في نزاع عسكري مباشر، مول الجانبان، ودربا مجموعات متعارضة في الخارج، وتوج ذلك بثلاثة حروب بالوكالة، الحرب الكورية 1950-1953، والحرب الفيتنامية 1955-1975، وحرب أفغانستان 1979-1990.
ورغم أن أمريكا والصين لا تخوضان حروباً بالوكالة الآن، فإن الجانبين يدعمان فصائل مختلفة في الخارج، عسكرياً، أو ديبلوماسياً. وتعارض الصين سياسات واشنطن في دول مثل سوريا، والعراق، وترفض تغيير النظام في دمشق، وترى أن الوجود الأمريكي في العراق مصدر للاضطراب، والاستفزاز.
ورغم التشابه مع الحرب الباردة الأولى، فإن "الحرب الباردة الثانية" مشكوك فيها. أولاً، كانت الحرب الباردة مستندة إلى الخلاقات الإيديولوجية، بينما الخلافات الراهنة لا تبرز إلا قليلاً بين واشنطن وبكين، إذ ترى الولايات المتحدة في الصين منافساً جيوسياسياً أكثر منها تهديداً إيديولوجياً.
ثانياً، على عكس الاتحاد السوفييتي، فإن الصين لا ترغب ولا تقدر على مواجهة الولايات المتحدة في نزاع مسلح، سواءً كان بشكل نشط أو سلبي. تتحدى الصين الهيمنة الأمريكية في الهيكل الاقتصادي الدولي لكنها لا تشكل أي خطر على الشراكات الأمنية التي تقيمها الولايات المتحدة.
وخلص الكاتب إلى أنه يجب تحليل الحرب الباردة الثانية في إطار متعدد الأقطاب عوض التركيز على دولة واحدة بعينها.
وتواجه الولايات المتحدة تحديات على جبهات متعددة، لكن هذه الجبهات متحدة بحيث تشكل توازناً مع التفوق الأمريكي في السياسات الدولية.    

متعلقات
مدير أمن أبين يصدر قرارين هامين بشأن التعيينات الأمنية في المحافظة
تعزية
في إطار مشروع تعزير مشاركة النساء في السلام.. فتيات مأرب تعقد لقاءً تشاورياً بين القيادات النسائية ولجنة الدعم
حزب رابطة الجنوب العربي الحر ينعي وفاة الشخصية الوطنية أ.د حسن بازرعة
لقد سكتُّ كثيرا، وسكتُّ طويلا...