يبدو أن الولايات المتحدة قلقة من احتمال اتخاذ إسرائيل خطوة مفاجئة وشن هجوم على إيران دون تنسيق مسبق، هذا ما كشفه المُحلل السياسي الإسرائيلي، رون بن يشاي الذي تحدث مع بعض المسؤولين الإسرائيليين.
يقول بن يشاي في تحليل له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن سبب زيارة كبار مسؤولي الدفاع الأمريكيين لإسرائيل هو القلق من هجوم على المنشآت النووية الإيرانية دون إخطار واشنطن.
زيارتان في وقت قصير
كتب بن يشاي، أن المخاوف دفعت الولايات المتحدة إلى إرسال أكبر شخصيتين في البنتاغون، خلال وقت قصير، وهما رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، بهدف إجراء محادثات وتنسيق مع كبار المسؤولين في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، ومع كبار الشخصيات السياسية في تل أبيب.
ووصل ميلي إلى إسرائيل يوم الجمعة الماضي والتقى برئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت، ومن المقرر أن يصل وزير الدفاع الأمريكي إلى إسرائيل يوم الخميس.
وقال بن يشاي، إن سبب هذه الزيارات، بحسب عضو بارز في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، هو أن البيت الأبيض والبنتاغون يخشيان أن تفاجئ الحكومة الإسرائيلية واشنطن بضرب إيران وجرها إلى صراع عسكري في الشرق الأوسط، بينما تغرق الولايات المتحدة بمواردها وحلفائها في حرب أوكرانيا، إلى جانب التصعيد "البارد" مع الصين.
من وجهة نظر أمريكية، أشار بن يشاي، إلى أن الوضع الآن يشبه الوضع الذي كان سائداً بين عامي 2010 و2012، عندما كان الرئيس الأسبق باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، وكان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع آنذاك إيهود باراك، يخططان لمهاجمة إيران.
وتأتي زيارات المسؤولين الأمريكيين في أعقاب اكتشاف الوكالة الدولية للطاقة الذرية لليورانيوم المخصب حتى مستوى 84٪ في منشأة "بوردو" النووية تحت الأرض.
البُعد الزمني
وأشار بن يشاي إلى أن البعد الزمني هو العنصر الحاسم الذي قد يعرقل الخطة الأمنية "الإسرائيلية-الأمريكية" التي تهدف إلى منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، لافتاً إلى أن إسرائيل الآن تحتاج إلى أكثر من عام لاستكمال الاستعدادات العسكرية المطلوبة لشن هجوم كبير في إيران والدخول في حرب مُتعددة الجبهات.
4 قضايا مشتركة
وحدد "بن يشاي" 4 قضايا تركز عليها الاجتماعات بين كبار المسؤولين الأمريكيين الذين يزورون نظراءهم الإسرائيليين.
منع إيران من تخصيب اليورانيوم
القضية الأولى تتعلق بكيفية ردع إيران من واشنطن وتل أبيب بشكل مشترك، ومنعها من تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 90% وهو ما يكفي لواحدة أو أكثر من القنابل النووية، وتعتقد إسرائيل أن التهديد العسكري الإسرائيلي- الأمريكي الموثوق والعقوبات الشديدة الإضافية ستجعل الإيرانيين يفكرون ملياً قبل المضي قدماً في هذا الطريق.
الرد حال "العتبة النووية"
أما القضية الثانية فتدور حول كيفية رد الولايات المتحدة وإسرائيل بحال أصبحت إيران دولة كاملة العتبة النووية. ولفت بن يشاي إلى أن الأمريكيين يطالبون إسرائيل بعدم التحرك دون التنسيق والتأكيد معهم، حيث إنهم سيقولون في الاجتماعات: "أنت دولة ذات سيادة ، ولكن من الأفضل أن نقرر معاً كيفية الرد لأننا في النهاية سنضطر أيضاً إلى المشاركة في الحرب التي ستتطور".
استخدام العقوبات
والقضية الثالثة هي العقوبات، حيث إن إسرائيل تنوي مطالبة الولايات المتحدة والأوروبيين، من خلال الأمم المتحدة، بفرض عقوبات صارمة إضافية على إيران سواء في إطار مجلس الأمن أو خارجه، لإجبارها على تقليص المساعدات العسكرية لروسيا.
التصعيد في الضفة والقدس
أما عن القضية الرابعة، فيعتقد مسؤولون إسرائيليون، أن أوستن وميلي سيطالبان إسرائيل بالامتناع عن الأعمال المدنية والعسكرية التي من شأنها توتير الوضع مع السلطة الفلسطينية، والذي سيؤدي إلى التصعيد في الضفة الغربية.
كما سيطالب الأمريكيون الحكومة بالامتناع عن الأعمال التي من شأنها أن تؤدي إلى نزاعات في الحرم القدسي خلال شهر رمضان.