تمر قرابة عام على المداهمة المسلحة العنيفة التي قام بها الحوثيون لاجتماع سلمي للبهائيين في صنعاء واعتقال العديد من البهائيين والبهائيات وانتهاك حقوقهم المدنية وتعريضهم لضغوط شديدة لترك دينهم، واجبارهم على المشاركة فيما يُسمى بـ "دورات ثقافية" تهدف إلى الضغط النفسي والفكري وازدراء معتقدهم.
ورغم الضغوط المحلية والإقليمية والدولية لإطلاق سراح المعتقلين البهائيين الأبرياء، إلا أن خمسة مواطنين يمنيين بهائيين مازالوا في غياهب المعتقلات الحوثية، في ظروف مقلقة ودون أي مراعاة لحقوق الانسان وما يكفله الدستور اليمني من حرية المعتقد وحقوق أساسية.
تلك المداهمات المسلحة جزء من سلسلة مستمرة من الانتهاكات الصارخة لحقوق المواطنين اليمنيين البهائيين في صنعاء، وخطة منهجية للإبادة الثقافية والتطهير الديني لهذه الأقلية المشهود لها بالصلاح في مناطق حكم السلطة الحوثية. فمنذ سيطرة الحوثيين على صنعاء تم استهداف مئات البهائيين واعتقال العديد منهم وانتهاك كافة حقوقهم المدنية والاقتصادية والقانونية، وتعريض العديد منهم للتعذيب الجسدي والنفسي الشديد، والسجن لفترات طويلة، وإصدار أحكام بالإعدام، وتلفيق تهم كاذبة، وتشويه سمعتهم في المجتمع، وتهجير العشرات منهم، ومداهمة منازلهم وأعمالهم، ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم.
ومع اقتراب الذكرى السنوية لاعتقال البهائيين الخمس والمداهمة المسلحة العنيفة المنافية لكافة القوانين والمبادئ الدستورية، فإن المبادرة اليمنية للدفاع عن حقوق البهائيين تهيب بكافة المنظمات المحلية والإقليمية والدولية وكافة الناشطين والحقوقيين والإعلاميين والساسة أن يبادروا فورا بإلقاء الضوء على هذه الحالة المأساوية التي تمر بها الأقلية البهائية في اليمن، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الخمسة، والتوقف عن ملاحقة الآلاف من البهائيين وقطع مصادر رزقهم، والعمل على إعادة أموالهم وممتلكاتهم المصادرة دون وجه حق، وإيقاف كافة المساعي الحوثية الرامية إلى الإبادة الصامتة للبهائيين في اليمن
