القات: الشجرة الدخيلة التي أغرقت المجتمع السقطري
كتب م. عبدالجبار محمد بن أحمد السقطري


في خطوة جريئة، أصدر المحافظ رأفت علي إبراهيم الثقلي قرارًا تاريخيًا بحظر دخول شجرة القات إلى سقطرى، في محاولة للتصدي لآثارها المدمرة التي أرهقت الشباب، وأهدرت الوقت والمال، وأثرت سلبًا على حياة المجتمع السقطري.

لقد بات القات، الذي يعتبر من أبرز المشكلات التي تواجه المجتمع السقطري، يشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة الأفراد واستقرار الأسرة والمجتمع. فقد أظهرت الدراسات أن تعاطي القات يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية، ويزيد من معدلات البطالة والفقر، كما يقوض القيم الاجتماعية ويشجع على الإدمان الذي يصعب التخلص منه.

ورغم القرارات الإيجابية التي اتخذت، فإن التحديات في تنفيذها ما زالت قائمة. ففي وقت يُفترض أن يكون فيه الأمنيون والعسكريون في الصفوف الأمامية لمكافحة هذه الآفة، نجد أن بعضهم يساهم في انتهاك القرار بدلاً من دعمه، حيث يُشاهد بعض أفراد الأمن وهم يتعاطون القات علنًا في نقاط التفتيش، مما يعكس تراجعًا كبيرًا في الالتزام والاحترافية.

إن التغلب على مشكلة القات يتطلب جهدًا مشتركًا من كافة الجهات، بما في ذلك الحكومة والمجتمع المدني والقوات الأمنية. يجب أن تكون هناك استراتيجية شاملة تتضمن حملات توعية، وتعزيز القوانين، ومتابعة فعالة لضمان الالتزام بالقرارات.

الشجرة الدخيلة التي أتت لتدمر الحاضر وتؤثر على المستقبل يجب أن تُجتث من جذورها، ويجب أن يكون هناك إرادة قوية لتطهير المجتمع منها، لضمان حياة أفضل وأكثر استقرارًا للشباب والأجيال القادمة في سقطرى.

متعلقات
تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة "الأمناء" الورقية رقم 1719 الصادر اليوم الأحد الموافق 10 أغسطس 2025م
خبراء: شبكات خفية "تتجاوز إيران" وراء إمداد الحوثيين بالأسلحة
تعيين قائد جديد للقيادة المركزية الأميركية
الهجرة الدولية: نزوح 44 أسرة يمنية خلال أسبوع
أوتشا تحذر من فجوة تمويلية كبيرة تهدد ملايين اليمنيين