مرثية في وداع الجميل والبسيط والعزيز محمد سعيد العبد
الأمناء نت / كتب/ صالح العطفي:

تذهب الأرواح العظيمة بأجسادها ، وتظل بيننا كظلال السحاب الماطر ..وتظل الحياة ناصحة لنا أن نولي قبلة الحقيقة التي أضعناها .. نعم أضعنا بوتقة وبوصلة الحقيقة ، فلم نعد نرى إلا سراب الحياة وبهرجة الحياة وزيف الحياة ،وكذب الحياة ، فلم نعد نحلق في رحب الفضاء ، ولم نعد نبحث في متون الحياة عن حقيقة الحياة .

ها نحن نبحث عن بهرجة الحياة التي تصنعها ذواتنا الكاذبة فنجمع مالا ولو من حرام ونغادر تاركين ثروة من زيف لا محالة سوف تنبت نبات سوء ...

تكسرت أجنحتنا المحلقة بالمحبة ، والابتسام والرضى ، وحب الخير لكل الناس .

وداعا أيها الأب والأخ والصديق والعزيز محمد سعيد محمد العبد ، فكم كان حضورك طاغيا بيننا ، وكم كنت طافح الخير والعطاء والبساطة ، فقد عشت زمنا طويلا بيننا ، لكن لم تمل شوكة الحياة كي تنتج قيحا ، وخلافا ، وغضبا ، ومصلحة ...يا سيد البسطاء لكم كنت رائعا رائعا بحق ، فمن مثلك كان مترفعا عن كل خلاف وضغينة ؟

من مثلك يا صديقي الكبير نشر السلام والمحبة كضياء سرمدي ؟

من مثلك أبت نفسه العظيمة أن ترمي ولو حجرة صغيرة في بحيرة من عرفتهم ؟

عشت خفيف الظل ورحلت دون فوضية الحياة فلم تقم لك مجالس الكذب عزاء فاخرا ، ولكنني أقف الآن أمام نصبك العظيم أقدم لك التحية الحياة ، فمثلك فهم فلسفة الرسل والحياة ، فقد عشت مسكينا طيب الروح ، لا مخازن كيد تتأبط حياتك ، ولا جلسات مصلحة من أجل حطام عابر .

لكم أنا فخور بك أيها النبيل البسيط ، لكم حباك الله بفطنة أبت أن تسكن أرواحنا المتسخة ، ولكم حباك الله بفهم واسع جدا جدا عن كينونية الحياة .

ها أنت قد ذهبت بروحك العظيمة البسيطة وتركتنا نغوص في وحل سراب الحياة الكاذب .

وداعا أيها الجميل البسيط جدا جدا المترع رفعة وجمالا .

 

متعلقات
صنعاء القديمة.. عندما يتحول الترميم إلى غطاء لتغيير هوية اليمن
انتقالي أبين ينفذ حملة لمراقبة الأسعار وضبط المخالفين في مدينة جعار
ثعبان يلدغ طفلة حتى الموت في محافظة مأرب
لبنان.. تفاصيل خطة نزع سلاح حزب الله وانسحاب إسرائيل
مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية يناقش عدداً من المواضيع المتصلة بتشغيل الناقل الوطني