هاجم الناشط القبلي البارز ناجي حسن بن جلال، بيان اللجنة الأمنية التابعة لسلطة حزب الإصلاح في مدينة مأرب، واصفاً إياه بأنه "بيان بلطجي مأجور"، محذرًا من سياسة التضليل الإعلامي الذي تمارسه سلطة الأمر الواقع في المحافظة، عبر اتهام القبائل بـ"الخيانة والارتباط بالحوثي"، بينما الحقيقة أن تلك القبائل هي من قدمت التضحيات لسنوات في مواجهة المشروع الحوثي، في وقت كانت فيه قيادات محسوبة على الإصلاح تسلم المواقع للحوثيين مديرية تلو أخرى منذ عام 2018.
وقال بن جلال، في رد شديد اللهجة:"بالنسبة للذي كتب بيان القوات المسلحة شخص بلطجي.. ونقول له جبال مأرب ليست مذبح يا خبير"، في إشارة واضحة إلى حجم الاستهتار الذي تمارسه اللجنة الأمنية بحياة أبناء القبائل.
وأوضح أن خلفية الأحداث الأخيرة تعود إلى خلاف قبلي على مقاطع حجر في جبل الجحيلي، حيث قامت قوات أمن الطرق التابعة لحزب الإصلاح بتوجيه حملة مسلحة ضد مقاولين من آل جلال وآل معيلي، رغم اتفاق وساطة قبلية سابق قضى بالسماح لهم بالعمل وعدم التعرض لمعداتهم أو شاحناتهم. إلا أن قوات أمنية، وفي تحدٍ صارخ لتوجيهات رئاسية، أقدمت على احتجاز شاحنات تابعة لهم كانت متجهة إلى منشآت البناء في شبوة وحضرموت، وتم إيداعها في معسكرات تابعة لتلك القوات.
وبحسب المصادر القبلية، فإن الأمور تصاعدت بشكل خطير خلال الساعات الماضية، بعد أن أقدمت قوات أمن الطرق على شن هجوم بطائرات مسيّرة مفخخة على مواقع لقبائل آل جلال وآل معيلي، ما أدى إلى إصابة 27 شخصاً، وتفجر على إثر ذلك اشتباك مسلح عنيف استمر لساعات.
وأكدت المصادر أن ما يحدث ليس سوى تصفية حسابات مفضوحة من قبل سلطات الإخوان في مأرب مع القبائل المعارضة لهيمنتهم، مستخدمين مؤسسات الدولة كأدوات قمع لخدمة أجندة سياسية بحتة.
وفي سياق متصل، اعتبرت قيادات قبلية أن بيان اللجنة الأمنية الصادر يوم الأربعاء، والذي وصف رجال القبائل بأنهم "عناصر تخريبية موالية للحوثي"، يؤكد انهيار السلطة الأخلاقية والعسكرية للإصلاح في مأرب، وأنها باتت تعتمد على فبركة البيانات وترويج الأكاذيب لتبرير استخدام القوة ضد أبناء المحافظة، الذين لطالما وقفوا سداً منيعاً في وجه الحوثي، في الوقت الذي تخاذلت فيه القيادات العسكرية الإصلاحية وسلّمت الجبهات تباعاً منذ خمس سنوات.
وختم بن جلال رده بإمهال السلطة المحلية مهلة حتى يوم غد لتصحيح المسار، محذراً من أن القبائل لن تسكت طويلاً على استهدافها المتكرر، وستتخذ ما يلزم من خطوات لحماية أرضها وكرامتها.
وأبرز ما جاء في بيان اللجنة الأمنية التابعة للإصلاح في مأرب:
اتهمت اللجنة الأمنية في مأرب عناصر قبلية يتزعمها عبدالله بن سعيد بن جلال بتنفيذ أعمال تخريبية وقطع الخط الدولي في مديرية الوادي.
زعمت أن هذه العناصر مرتبطة بمليشيا الحوثي وتستهدف الأمن والنقاط العسكرية.
قالت إن القوات الأمنية تصدت للهجوم وأُصيب عدد من الجنود.
أكدت أن الأجهزة الأمنية ستلاحق من وصفتهم بـ"العناصر الإجرامية" بكل حزم.
دعت المواطنين للتعاون مع الأمن، ورفضت ما أسمته "الأجندات التخريبية".
