لا يوجد تفسير لمواقف بعض الشخصيات المحسوبة على القوى المناهضة للحوثية والرافضة للإنقلاب المدعوم إيرانياً.
حيث سارع الكثير للإصطفاف مع طهران ضد إسرائيل ، على إعتبار إسرائيل العدو الأول والأزلي كما يحلوا لهم وصفها ، تبريراً لهذا الموقف الذي يأتي في سياق مواكبة خارطة الطريق ، ومحاولة إنتهازية جديدة لركوب الموجة وحجز مقاعد في سلطة التسوية المُتخيلة لديهم...!!
من حق الجميع أن يكون لهم موقف من إسرائيل ، هنا لا نريد منهم التنازل عن القضية ، أنما نفسر الموقف ، هو نتيجة للإسباب الآتية:
اولاً : طمعاً في حجز مقاعد في سلطة التسوية ، لو افترضنا أن خارطة الطريق تحققت ، رغم إستحالة ذلك..!!
ثانياً : يثبت هذا الموقف عدم جدية هذه القوي والشخصيات في رفض الحوثية وإنقلابها ، وإنما انساقوا لإختطاف الشرعية ، لغرض افشالها ، والحصول على مغانم وعطايا التحالف..!
ثالثاً : تجاهل بشاعة النظام الإيراني ومشروعه الطائفي القذر ، الذي قتل أكثر من مليون سوري و مليون عراقي و نصف مليون يمني، بينما إسرائيل خلال 75 عام من الصراع العربي- الإسرائيلي لم تقتل مائة الف من العرب...!
لا اجد مبرراً لهذه المواقف السافلة الا أننا أمام وعي مشوه ، وأمام انتهازية حتى في توظيف القضايا الوطنية القومية ، في سياقات غير موضوعية ، سياسية الهدف ..!
و من العيب أن هذه القوى ظلت تردد طوال عشرة أعوام في كل المحافل والخطب، عبث النظام الإيراني وتسببه في دمار اليمن ، وإنهيار الدولة والإقتصاد والسلم الأهلي والأمن الإجتماعي ، وتسبب في اكبر ازمة انسانية في العالم..!
لكن بمجرد أن اشتعلت نيران الحرب بين إسرائيل وإيران ، برز هؤلاء ليتخندقوا في صف إيران ، وكان الاولى بهم الصمت ، فما هي المصلحة لو أفترضنا أن إيران أنتصرت وهذا غير وارد البته ، تُرى ماهي مكاسب هؤلاء ، أن يحكم اليمن الحوثي ، هذا ما سيحدث لو تحققت أماني المصطفين خلف طهران..!
و طالما وهذه رغبتكم لماذا لا تغادروا الشرعية ، وتذهبوا للحوثي ، أعلم أن غالبيتكم لو وجد عند الحوثي ما وجده في الشرعية من مناصب و رواتب وايضاً من التحالف ، لما تشرعن اساساً ، لكن لأنه يدرك بوجوده من عدمه لدى الحوثي هرع لاهثاً لتحقيق غايات ذاتيه وغايات اخرى تقود الى تمكين الحوثية من البلاد.
يا هؤلاء لستم مطالبين بموقف و إنحيازات لأي طرف على أعتبار ان الطرفين خصوم ، رغم التفاوت ، فاليمني لم يهجره قسراً من ارضه الا الحوثي ذراع إيران ، ولم يقتله ويفجر منزله الا الحوثي، ولم يحول حياة اليمنيين الى جحيم ، وجعلهم ينسوا الراتب والحياة الكريمة والأمن والأمان الا الحوثية المنتج إيراني الصنع..!
وهناك آخرين يرددوا أن سقوط النظام الإيراني ، يعني هيمنة إسرائيل ، لم أفهم السردية هذه ، وما الذي ممكن أن تقوم به إسرائيل اذا سقط الخميني ، أو لنقول مالذي قام به نظام الملالي لكي نذهب معكم خلف هذا السردية ، التي لا تفسير لها ، إلا المثل الدارج كـ المستجير بالرمضاء من النارِ ..!!
ارحموا عقولنا الذي تخاطبوها و كأننا ذلك القطيع من الماعز الذي يهرب من الذئب الى كهف أم عامر " الضبع"
لن يكون العرب قطيع ماعز يُساق حسب هواكم الى مغارة إيران - أم عامر..!