بالنظر إلى تجارب إسقاط أنظمة عربية سابقة بالقوة العسكرية، مثل النظام العراقي 2003، والنظام الليبي 2011، وما يعيشه هذين القطرين من فوضى سياسية وحكم ميليشيات مسلحة في كلاهما، أستبعد أن تقدم أمريكا أو توافق على إسقاط النظام الإيراني، خاصة ما سيتبع ذلك من إنفجارات نووية قد تؤثر على دول الجوار الخليجي، خاصة محطة بوشهر النووية القريبة من دول الخليج العربية.
ناهيك على الفوضى التي قد تعم المنطقة في حال إقدام النظام الإيراني على ضرب المصالح الأمريكية في دول الخليج العربية، أو حتى إغلاق مضيق هرمز شريان النفط العالمي، سابقاً هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) عدة مرات لكنها لم تفعل، كونها أحد الخاسرين من إغلاق المضيق الذي تمر عبره ناقلاتها النفطية .
يلاحظ التخبط الإسرائيلي الأمريكي في إسقاط النظام الإيراني، فبعد اللهجة الحادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن هدف الحرب إسقاط النظام الإيراني، إلى الحديث عن إسقاط النظام من الداخل من خلال ثورة الشعب الإيراني ضد نظامه، ومن الحديث عن قتل المرشد الإيراني علي خامئيني إلى الحديث أن المرشد ليس هدفاً مهماً في معادلة الحرب المستمرة.
أما توقعات التدخل الأمريكي في الحرب ضد إيران تظل قائمة، ولأمريكا حساباتها في ضرب المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض، فما هي النتائج إذا ما تم ضرب هذه المفاعل، وتأثيراتها الإشعاعية على دول الجوار الجغرافي لإيران.
بلا شك المنطقة تمر بمرحلة حساسة، وأي تجاوز للعبة الحرب الإقليمية بين إيران وإسرائيل قد يؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها، ليس على المنطقة فحسب بل على مستوى العالم بأسره .
نسأل الله العلي العظيم أن يجنب منطقتنا ويلات الحروب والكوارث.