هل تتحول صواريخ الحوثيين إلى الهدف القادم لواشنطن وتل أبيب بعد تصفية الحساب مع إيران؟
الأمناء نت / العرب

احتفاظ جماعة الحوثي بترسانتها من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة يعني لإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة أن جهدهما المشترك في مواجهة إيران وأذرعها بقي منقوصا وأن الخطر الذي سعتا للحدّ منه ما يزال قائما وتحتاج إزالته لاستئناف الحملة على الجماعة الممعنة في خطابها التصعيدي غير مبالية بالخطر المحدق بها.

حيث وضع توقف الحرب بين إسرائيل وإيران جماعة الحوثي مجددا تحت مجهر ملاحظة واشنطن وحليفتها تل أبيب باعتبارها أقوى حلقة في ما تبقّى من منظومة الأذرع الإيرانية في المنطقة وأقدر مكونات تلك المنظومة على تهديد الدولة العبرية ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة بما تمتلكه الجماعة من قوّة صاروخية، ويرجّح أن تكون الهدف الرئيسي التالي للجهد الحربي الأميركي – الإسرائيلي بعد أن فرغت القوتان من المواجهة مع إيران المشغّل الأصلي للجماعة.

 

وأمعن الحوثيون خلال المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية التي انضمت إليها القوات الأميركية في خطابهم التصعيدي الذي لم يستثن الولايات المتّحدة بحدّ ذاتها على الرغم أنّ الأخيرة سبق أن أعلنت الدخول في تهدئة معهم ووقف ضرباتها لهم.

 

وعبّرت الجماعة عن استعدادها لكسر التهدئة مع واشنطن، ولاحقا توعّدت بمواصلة عملياتها ضدّ إسرائيل على الرغم من الإعلان عن توقف حربها مع إيران، ما جعل جهات أميركية تعبّر بوضوح عن قلقها من تلك التهديدات.

 

ألكسيس غرينكويش: الحوثيون مشكلة مستمرة وسنواجههم مجددا في المستقبل

ألكسيس غرينكويش: الحوثيون مشكلة مستمرة وسنواجههم مجددا في المستقبل

وتوقّع مسؤول عسكري أميركي كبير أن يشكّل الحوثيون المتحالفون مع إيران مشكلة مستمرة للولايات المتحدة في المستقبل حتى بعد توصل واشنطن والجماعة الشهر الماضي إلى اتفاق أنهى حملة جوية أميركية ضدها.

 

وقال اللفتنانت جنرال ألكسوس غرينكويش مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة لمشرعين أميركيين “من المُرجح أن يُشكل الحوثيون مشكلة مستمرة، وسنواجههم مجددا في المستقبل،” علما أن غرينكويش مرشح لتولي مسؤولية القيادة الأوروبية للجيش الأميركي.

 

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في مايو الماضي عن توقّف القوات الأميركية عن قصف الحوثيين الذين كانوا يطلقون النار على السفن الحربية والتجارية الأميركية قبالة سواحل اليمن.

 

وتقول الجماعة إنها تشن حملة لدعم الفلسطينيين خلال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، لكنّها أعلنت أنها أوقفت إطلاق النار على السفن الأميركية بموجب الاتفاق مع واشنطن.

 

وعلى العكس مما يقتضيه الالتزام بالاتّفاق، أظهر الحوثيون في أوج الواجهة بين إسرائيل وحليفتهم إيران استعدادهم للتضحية بالتهدئة مع الولايات المتّحدة وتصعيد المواجهة مع الدولة العبرية الأمر الذي أعاد تسليط الضوء على الجماعة باعتبارها الذراع الإيرانية الأنشط والأكثر تعويلا عليها من قبل طهران لمشاغلة أعدائها وتخفيف عبء الصراع عنها قياسا بحزب الله اللبناني المتضرّر كثيرا من الضربات الشديدة التي تلقاها من الدولة العبرية، وبالفصائل الشيعية العراقية المقيدة بسياسة النأي بالنفس التي حاولت الحكومة العراقية تطبيقها.

 

وعلى إثر انضمام الولايات المتحدّة إلى حليفتها إسرائيل في ضرب المنشآت النووية الإيرانية وجّه الحوثيون تهديدات صريحة لواشنطن وتل أبيب غير مبالين بالخطر الكبير الذي تواجهه الجماعة ومن ورائها اليمن ككل في حال كسرت إدارة الرئيس دونالد ترامب التهدئة التي أعلنتها معها أوائل شهر مايو الماضي وأمرت القوات الأميركية باستئناف ضرباتها لمواقع ومنشآت يستخدمها الحوثيون بالتوازي هذه المرّة مع ضربات محتملة من قبل إسرائيل التي لم تفرّق خلال ضربات سابقة بين منشآت عسكرية ومرافق مدنية مثل موانئ غرب اليمن ومطار صنعاء الدولي.

 

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2024 لجأ الحوثيون بالفعل، ومن خلفهم إيران، لاستخدام الملاحة البحرية والتضييق على التجارة الدولية الناشطة بباب المندب والبحر الأحمر ورقة ضغط من خلال استهداف الجماعة للسفن بدعوى مساندة الفلسطينيين ونصرتهم، الأمر الذي مثّل الدافع الرئيس لبدء القوات الأميركية بتوجيه ضربات لهم.

 

وتوعدت جماعة الحوثي في بيان لحكومتها غير المعترف بها دوليا بأنها ستقوم بـ”الرد المناسب” على الهجوم الأميركي الذي استهدف مواقع نووية إيرانية.

 

ولا يخلو الخطاب التصعيدي للجماعة من مقامرة بالتعرّض لحملة إسرائيلية – أميركية ستكون مدمّرة لهم هذا المرّة حيث تظل المواجهة بين الحوثيين من جهة والولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل من جهة مقابلة غير متكافئة على الرغم من قدرة الجماعة على مشاغلتهما إلى حين والتسبب ببعض الاضطراب في حركة الملاحة في المنطقة وتهديد بعض المصالح والمرافق الإسرائيلية مثل ميناء إيلات ومطار بن غوريون الدولي.

 

ويحذّر مراقبون من حجم الدمار الذي من شأنه أن يلحق باليمن منبّهين إلى أن عودة أميركا وإسرائيل لقصف مناطق سيطرة الحوثي ستكون هذه المرّة أعنف وأكثر تدميرا مما كانت عليه خلال الضربات السابقة، إذ قد يكون هدف واشنطن وتل أبيب هذه المرّة هو تحييد الجماعة بالكامل ومنعها من الاستمرار في العمل كذراع للإيرانيين في منطقة جنوب الجزيرة العربية الحساسة وذات القيمة الإستراتيجية العالية.

 

جماعة الحوثي توعدت في بيان لحكومتها غير المعترف بها دوليا بأنها ستقوم بـ"الرد المناسب" على الهجوم الأميركي الذي استهدف مواقع نووية إيرانية

 

وأظهرت إسرائيل خلال قصفها السابق لمناطق في اليمن تركيزا واضحا على استهداف البنى التحتية والمرافق الحيوية الأمر الذي ضاعف من معاناة اليمنيين وعمّق من سوء وضعهم المعيشي والإنساني الصعب.

 

ويبدو أن استدامة التصعيد في المنطقة ومنع إقرار التهدئة التي تسعى إليها جهات إقليمية ودولية هو الدور الموكول للحوثيين من قبل إيران، حيث أكدت الجماعة، على الرغم من إعلان ترامب عن سريان وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، استمرار عملياتها العسكرية ضدّ الدولة العبرية.

 

وجاء ذلك في منشور عبر منصة إكس لمحمّد البخيتي عضو المكتب السياسي للحوثيين قال فيه إنّ ‏قبول واشنطن وتل أبيب بوقف إطلاق النار مع إيران “يؤكد أن القوة العسكرية هي اللغة الوحيدة التي يفهمونها،” مضيفا قوله إن العمليات العسكرية ضد إسرائيل “مستمرة حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها”.

 

وسبق لإسرائيل أن وجهت ضربات شديدة لمواقع تقول إن جماعة الحوثي تستفيد منها وتوظفها لمصلحتها من بينها الموانئ الواقعة على البحر الأحمر وأهمّها ميناء الحديدة، إضافة إلى مطار صنعاء الدولي الذي لحقت به أضرار فادحة شملت تدمير الطائرات القليلة المتبقية من أسطول الخطوط الجوية اليمنية.

 

ولكن الضربات الإسرائيلية وقبلها الأميركية لم تؤثّر على ما يبدو في الترسانة الصاروخية للحوثيين الأمر الذي قد يستدعي جهدا حربيا استثنائيا للوصول إلى تلك الترسانة في مخابئها الحصينة توظف فيه القدرات التدميرية الضخمة والقوة النارية الهائلة التي تمتلكها القوات الأميركية والتي وظّف قسم منها في الوصول إلى أهداف ضمن المنشآت النووية الإيرانية كانت القوات الإسرائيلية قد عجزت عن تدميرها بقدراتها الذاتية.

متعلقات
أبين.. حزام الساحل يضبط متهم بحيازة خمسة كيلو من الحشيش بشقرة
إدارة أمن العاصمة عدن تختتم أسبوع التوعية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات بحفل خطابي وفني
الجعدي: سياسات التركيع والذل سقطت أمام إرادة الشعب ولن تُعيد سوى الفشل لأصحابها
واشنطن تنفي نقل إيران لمخزون اليورانيوم المخصّب قبل الضربات
أردوغان: ترامب مستعد للمشاركة بمحادثات روسية أوكرانية إذا حضر بوتين