تشهد مدينة عدن، وتحديداً مديرية صيرة (كريتر)، نقلة نوعية في مجال الحفاظ على التراث العمراني، من خلال مشروع واسع النطاق يهدف إلى ترميم المباني التاريخية في الأحياء القديمة وإعادة طابعها الجمالي والهوية التراثية التي تميزها.
يُنفذ هذا المشروع ضمن برنامج "توظيف الشباب من خلال التراث والثقافة في اليمن"، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبالشراكة مع منظمة اليونسكو، والهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية، ومشروع الأشغال العامة في محافظات عدن، لحج، أبين والضالع.
وفي تصريح صحفي، أوضح المهندس خالد ثابت حسن العبدي، ضابط المشروع، أن المرحلة الثالثة من مشروع الترميم قد تم تنفيذها في مديرية صيرة، وشملت ترميم 29 منزلاً أثرياً. وأشار إلى أن المشروع يُنفذ بإشراف مباشر من المهندس ناصر عبد الرزاق مدير هيئة المدن التاريخية، ومنسق اليونسكو في عدن محمد بانافع، ومدير مكتب الأشغال العامة في عدن ولحج وأبين والضالع محسن علوي السقاف، إلى جانب عدد من المستفيدين من سكان الأحياء القديمة.
وقال العبدي: "نستهدف في هذا المشروع المباني ذات الطابع التراثي الحضري، وقد تم تنفيذ ثلاث مراحل حتى الآن. في المرحلة الثالثة جرى الاتفاق على ترميم 29 منزلاً حتى نوفمبر المقبل، على أن تبدأ المرحلة الرابعة بعد ذلك، وتشمل المنازل المجاورة لمسجد أبان".
وأضاف أن المشروع لا يقتصر فقط على الترميم، بل يسعى إلى "إحياء الصناعات الإبداعية والثقافية، وتوفير سبل العيش للشباب والمجتمع المحلي، إلى جانب الترويج للتراث اليمني على المستويين المحلي والدولي من خلال فعاليات متعددة".
وفيما أشار إلى وجود بعض التحديات التي تواجه فرق العمل مع بعض المستفيدين، أكد العبدي أن المشروع يسير بخطى ثابتة، مضيفاً: "نقوم أيضاً بترميم الواجهات الخلفية للمنازل، ومعالجة الأسقف المتضررة، ومكافحة أضرار الأرضة، في إطار جهودنا لإعادة الحياة لهذه المباني".
من جهته، أكد أحمد ريحان، مشرف المشاريع في المجلس المحلي لمديرية صيرة، أهمية مشروع ترميم المنازل الأثرية، باعتبارها تمثل هوية المديرية وتاريخها، مشيراً إلى أن السلطة المحلية تعمل بالتنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية للحفاظ على هذه المباني ومنع أي استحداثات غير قانونية.
وأوضح ريحان أن تنفيذ المرحلة الثالثة يأتي استكمالاً لنجاح المرحلتين السابقتين في صيرة، بهدف الوصول إلى ترميم 100 منزل تاريخي في المدينة.