في مشهد مهيب غلبت عليه مشاعر الحزن والغضب، شيّع الالاف من أبناء مدينة تعز، يوم الجمعة، جثمان الطفل الشهيد مرسال عيدروس إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء، بمشاركة واسعة من مواطنين وناشطين وحقوقيين، رفعوا خلالها شعارات تطالب بالعدالة ومحاسبة الجناة.
الطفل مرسال، الذي قُتل قبل اشهر برصاص مسلحين يقودهم كامل الشرعبي في حادثة هزّت الرأي العام المحلي، وكشف حجم الانفلات الأمني المتفاقم في المدينة.
ورغم مرور اسابيع على الجريمة، لا يزال الجناة أحرارًا، وسط اتهامات حادة للأجهزة الأمنية في تعز بالعجز أو التواطؤ، بعد فشلها في إلقاء القبض عليهم، بل وتداول معلومات تفيد بتهريبهم إلى مناطق سيطرة عصابة الحوثي، ما أثار موجة غضب شعبية عارمة.
وطالب حقوقيون وناشطون بالكشف الفوري عن نتائج التحقيقات ومحاسبة المتورطين في تهريب القتلة، كما دعوا إلى تطهير الإجازة الأمنية من العجز والفساد الذي يرونه متمثلًا في التساهل مع الجريمة وتوفير الغطاء للمتنفذين.
يُشار إلى أن قضية مرسال تُضاف إلى سلسلة من الجرائم التي باتت تمثل جرس إنذار خطيرًا حول تدهور الوضع الأمني في محافظة تعز، واستمرار إفلات المجرمين من العقاب، وهو ما يضع السلطة المحلية والأجهزة الأمنية أمام اختبار حقيقي لفرض سيادة القانون.
في 9 مايو 2025، اهتزّت مدينة تعز على وقع جريمة مروعة راح ضحيتها الطفل مرسال عيدروس الزبيري (15 عامًا)، بعد أن أطلق عليه النار والد زميله في المدرسة، المدعو كامل الشرعبي، على خلفية شجار طفولي بسيط بين مرسال وابن الجاني، وفق حقوقيين.
مرسال، وهو الابن الوحيد لأسرة بسيطة، لقي حتفه في حي الدار غرب مدينة تعز الذي اعتاد اللعب فيه، في مأساة تجاوزت كل حدود المنطق والرحمة.