شهدت مدينة تعز، صباح اليوم الأربعاء، موجة احتجاجات شعبية واسعة، شارك فيها عشرات المواطنين من مختلف الأحياء، للتعبير عن استيائهم الشديد من أزمة انقطاع المياه المستمرة منذ أشهر، والتي باتت تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية.
المتظاهرون رفعوا لافتات وشعارات تطالب السلطات المحلية والحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه تحسين الخدمات الأساسية، وعلى رأسها توفير المياه بشكل منتظم، مؤكدين أن انقطاعها المتكرر فاقم من معاناتهم وأجبر العديد من الأسر على شراء المياه بأسعار مرتفعة من الصهاريج الخاصة.
وخلال الاحتجاج، أقدم المحتجون على قطع أحد الشوارع الرئيسية وسط المدينة، وأشعلوا الإطارات، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان بكثافة، وشل حركة المرور في المنطقة لساعات. وشهدت الشوارع حالة من الاستنفار الأمني، فيما حاولت بعض الأطقم العسكرية إعادة فتح الطريق وتهدئة الأوضاع.
وتأتي هذه التحركات الشعبية في ظل وضع معيشي متردٍّ يعيشه سكان تعز، حيث تتراكم الأزمات المعيشية من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، إلى نقص الخدمات الضرورية كالكهرباء والصرف الصحي، وسط شكاوى من غياب الحلول الجذرية لهذه المشكلات.
عدد من المحتجين أكدوا أن أزمة المياه أصبحت "قضية حياة أو موت"، مشيرين إلى أن بعض الأحياء لم تصلها المياه منذ أسابيع، فيما تعتمد أخرى على جدول غير منتظم للتوزيع، ما يدفع الأهالي إلى دفع مبالغ طائلة للحصول على احتياجاتهم اليومية من المياه.
ويخشى سكان تعز من استمرار الأزمة دون حلول عملية، الأمر الذي قد يدفع نحو تصاعد وتيرة الاحتجاجات في الأيام المقبلة إذا لم تتحرك الجهات المعنية بشكل عاجل لمعالجة المشكلة.
