عقب تلويح الحوثي بـ"إنهاء عمله".. تحركات جديدة للمبعوث الأممي لليمن
الأمناء / أشرف خليفة - إرم نيوز

 

 

اختتم المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الأربعاء، زيارة إلى الرياض، حيث عقد العديد من اللقاءات الثنائية مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، كما أجرى مناقشات مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وذلك في أعقاب تلويح ميليشيا الحوثي بإنهاء عمله.

 

وأكد العليمي، أن "مسؤولية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، يجب أن لا تقتصر فقط على إدارة الأزمة اليمنية، بقدر العمل على توفير الشروط الموضوعية لتحقيق سلام مستدام، ومنع تكرار الحروب".

وشدّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، على ضرورة أن تضمن الشروط الموضوعية "عدم تمكين الميليشيا من إعادة إنتاج استبدادها، تحت أي غطاء".

ولفت العليمي، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، إلى أنه: "وبعد كل هذه السنوات من الحرب والوساطة الأممية، تتجلى الحقيقة الراسخة أكثر وضوحًا بأن السلام الحقيقي يبدأ من معالجة جذر المشكلة، ودفع الميليشيا الحوثية نحو التخلي عن فكرتها السلالية، وتفكيك بنيتها العنصرية، والعسكرية".

 وبيّن العليمي، أن: "المعضلة ليست في تفاصيل الترتيبات الفنية، بل في جوهر المشكلة المتجسد بجماعة ترى نفسها فوق البشر، وتتعامل مع السلام كوسيلة للمراوغة، لا كخيار استراتيجي في مصلحة الشعب اليمني".

وتطرق العليمي، في سياق حديثه إلى قرار حظر الأسلحة، وخرقه من قبل الميليشيا وداعميها، كما أشار إلى تعمد الميليشيا اختلاق الذرائع بهدف إطالة النزاع ومضاعفة المعاناة الإنسانية، وتأجيل الوصول إلى صيغة تدفع بعجلة البلاد نحو تحقيق السلام، لافتًا إلى أهمية دور الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص، في تسمية الطرف المعرقل لمساعيها السلمية.

وجاء اللقاء بين العليمي وغروندبرغ، بعد نحو أسبوع من آخر إحاطة قدمها المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن الدولي، بشأن اليمن، والتي أثنى عليها الرئيس اليمني.

وكان المبعوث الأممي، وجه عبر إحاطته تلك انتقادات لاذعة اتهم من خلالها ميليشيا الحوثيين علانيةً، وهو الذي كان يحرص دائما على عدم الظهور بموقف شديد تجاه الميليشيا ويبدي الكثير من المرونة معها خلال توصيفه الأحداث في اليمن.   

تجدر الإشارة، إلى أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، زار آواخر شهر يونيو/ حزيران الماضي، ولمدة يومين العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وخلالها لم يعقد أي لقاء مع رشاد العليمي، الذي كان حينها في عدن، واكتفى فقط بعقد لقاء مع رئيس الوزراء سالم بن بريك، إلى جانب لقاءين آخرين مع عدد من ممثلي المجتمع المدني، ومجموعات نسوية.

يُشار إلى أن إحاطة غروندبرغ الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، أثارت حفيظة "الحوثيين"، وقد أصدرت بموجبها بيانا، لوّحت من خلاله إلى إنهاء مهامه كوسيط أممي مبعوث إلى اليمن.

"الحوثي تسعى لابتزاز المبعوث الأممي"

وفي هذا الصدد، أوضح وكيل وزارة الإعلام أسامة الشرمي، بأن: "المبعوث الأممي هو موظف يتبع الأمم المتحدة، يعينه الأمين العام ويختاره وفقًا لرؤية المنظمة وسياساتها وقرارات مجلس الأمن، بغرض تنفيذها، وليس لميليشيا الحوثي أو غيرها أن تعيّنه أو توقفه عن أداء مهامه؛ إذ أقصى ما يمكن للميليشيا فعله هو التوقف عن التعامل معه".

وقال الشرمي، في حديث لـ"إرم نيوز": "كل ما في الأمر أن ميليشيا الحوثي، تسعى اليوم إلى ابتزاز المبعوث الأممي وتهديده بإفشال مساعيه، وهو الرجل الذي حاول خلال فترة عمله ألا يظهر بموقف متشدد تجاه الميليشيا، رغم كل انتهاكاتها وجرائمها، وحتى اعتقالها موظفين من مكتب المبعوث نفسه، ومع ذلك، حاول أن يتساهل معها".

وأشار الشرمي، إلى أن "ميليشيا الحوثي كلما حصلت على تنازلات أو تساهل، تتمادى أكثر وتشعر بإمكانية الحصول على المزيد مقابل الصمت أو التغاضي عن ممارساتها. وهذا ما وقع فيه المبعوث غروندبرغ".

وأضاف الشرمي: "وفي اعتقادي أنه خسر الكثير خلال مسيرته، وفقد القدرة على وضع رؤى حقيقية حتى لا يغضب الميليشيا، وفي النهاية ها هي الميليشيا تغضب منه، وتسعى إلى عدم التعامل معه، في محاولة لانتزاع مكاسب إضافية".

ويرى المسؤول اليمني، أنه "في المسار التفاوضي باليمن، تحتاج ميليشيا الحوثي للمبعوث أكثر من غيرها، إذ لم يعد لديها أي نافذة على العالم سوى المشاورات والقناة المفتوحة عبره، وأي قرار منها بعدم التعامل معه قد يدفع الأمم المتحدة إلى عدم تجديد مهمته، خاصة أنه في نهاية فترته الحالية؛ ما يعني تعيين شخص آخر، وربما تهدف الميليشيا من خلال هذه التصريحات إلى الضغط على خلفه القادم أكثر من استهدافه شخصيا".

ويعتقد أسامة الشرمي، أن "الأمم المتحدة ستستمر في مساعيها وتنفيذ قراراتها أو مراقبة تطبيقها، لكن وقف ميليشيا الحوثيين للتعامل مع المبعوث سيجعل الصورة أوضح أمام المجتمع الدولي، وقد يدفع المنظمة الأممية إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة في وصف جرائم الميليشيا".

تحركات جديدة لغروندبرغ

من جهته، أصدر مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن بيانًا، أفاد من خلاله بأن غروندبرغ اختتم الأربعاء زيارة إلى الرياض، وعقد العديد من اللقاءات الثنائية مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، كما أجرى مناقشات مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وذكر البيان، أنه ناقش مع العليمي، الحاجة المُلحّة لمعالجة تدهور الأوضاع المعيشية التي يواجهها اليمنيون وإحراز تقدم سياسي يُمهّد الطريق نحو سلام عادل ومستدام. فيما أكد في لقائه بآل جابر على أهمية استمرار المشاركة الإقليمية البناءة لدعم الظروف المواتية للتوصل إلى حل سلمي للنزاع.

بينما شدّد، وفق البيان، في نقاشاته بسفراء الدول دائمة العضوية، على "الحاجة إلى نهج دولي موحّد ومنسجم لتعزيز الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية سلمية وتفاوضية في اليمن"، كما أعرب في جميع لقاءاته التي عقدها بالرياض عن قلقه إزاء استمرار احتجاز موظفي الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية والمنظمات غير الحكومية من قبل الحوثيين، مؤكدا على أن "مثل هذه الإجراءات تقوّض جهود بناء الثقة".

متعلقات
وزارتا النقل والشؤون الاجتماعية تناقشان مسودة انضمام بلادنا لاتفاقية العمل البحري (MLC)
اللواء الركن هيثم قاسم طاهر: لا نتائج إيجابية في إطار استراتيجية المواجهة مع مليشيات الحوثي وتحقيق المكاسب الا بتحديد اتجاهات رئيسية فاعله والانطلاق منها.
لقاء في عدن يبحث سبل التعاون المشترك بين محافظتي عدن ولحج لتطوير الحركة الرياضية
الهيئة الادإرية بنادي التضامن تكرم الرئيس السابق "مهدي باطويل"
اللجنة الاستشارية لشؤون الصحة والسكان والبيئة تزور مجمع التأهيل التعليمي والمهني لذوي الإعاقة بعدن