الجنوب ينتفض سياسيًا.. بعد تجاوزات العليمي، الزبيدي يتخذ قراراته والسيادة الجنوبية تفرض حضورها
الأمناء نت / د. عبدالله عبدالصمد :

في لحظة سياسية فارقة، اتخذ نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اللواء عيدروس الزبيدي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قرارات تعيين ذاتية تمثل خطوة تصحيحية في مسار الشراكة المنحرفة، التي طالما تلاعب بها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، في تجاهل واضح لصلاحياته المحددة باتفاقيات نقل السلطة و"اتفاق الرياض".

رشاد العليمي، الذي يفترض أن يعمل ضمن فريق رئاسي مشترك لا يُصدر قرارًا إلا بموافقة أغلبية الأعضاء، (تمادى لسنوات في الاستفراد بالسلطة) ، وشرع في إصدار آلاف القرارات والتعيينات في مؤسسات الدولة، من وكلاء وسفراء ومدراء، لصالح دائرته الضيقة والمقربين منه، ضاربًا عرض الحائط بحقوق الجنوبيين وشركائه في السلطة.
تهميش متعمد للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتعطيل واضح لعمل الحكومة وقراراتها، واستحواذ على صلاحيات رئيس الوزراء.. كل هذا كان منهجًا ممنهجًا من قبل العليمي، الذي جعل من مؤسسات الدولة أداة لمحاصرة القضية الجنوبية، ومتنفسًا للهاربين من صنعاء على حساب العاصمة الجنوبية عدن.

القرارات التي أصدرها الزبيدي، وإن جاءت متأخرة، فهي تعبير عن (نفاد صبر قيادة الجنوب من الغدر السياسي ومحاولات كسر الإرادة الجنوبية). الجنوب لم يكن يومًا حجر عثرة أمام تحرير الشمال، بل قدم الغالي والنفيس، وحرر أرضه، ووافق على شراكة انتقالية، لكن المقابل كان مزيدًا من الإقصاء، وبناء ألوية لا لمحاربة الحوثي، بل للتمركز في الجنوب وتفكيك نسيجه.
العاصمة عدن لم تكن ولن تكون بديلًا لصنعاء، ولن تتحول لمأوى سياسي للهاربين من مسؤوليتهم تجاه أراضيهم المحتلة. ما حدث ويحدث هو انقلاب سياسي ناعم على الجنوب تحت غطاء الشراكة. أما اليوم، فقد قالها الجنوب صراحة: (لا تراجع عن حق التمكين، ولا عودة إلى المربع الأول).

الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وهو شخصية مفوضة شعبيًا، لم يتخذ قراراته من فراغ، بل بعد سنوات من الصبر والتنازلات، ومن أجل الجنوب واستقراره، وحق أبنائه في مؤسساتهم، في الداخل والخارج.
المرحلة القادمة لن تكون كسابقتها، فالجنوب الذي صبر كثيرًا، لن يقبل بأن يُدار بقرارات فردية من مسؤول متموضع فوق الشراكة، وأي بكاء سياسي من معسكر العليمي لن يعيد عقارب الزمن إلى الوراء. الجنوب قرر أن يمسك بزمام الأمور، وهذه المرة، لن يتنازل عن مستقبله.
الجنوب قادم، بقوة الحق، وشجاعة القرار..

 

متعلقات
اللواء الثاني مشاة حزم يعبر عن تأييده الكامل لقرارات الرئيس الزُبيدي
هاكرز أتراك يخترقون هاتف وزير الدفاع "الإسرائيلي" ويصوّرونه بفيديو
تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الخميس بالعاصمة عدن
الإفراج عن الأردنية ''لانا كتاو'' نائبة مدير اليونيسف المختطفة لدى الحوثيين
بطيران مسير وصاروخ فرط صوتي .. الحو/ثي يعلن تنفيذ هجومين على إسرائيل