كتب : د.علي صالح الربيزي
في زمنٍ باتت فيه الساحة الإعلامية مفتوحة على مصراعيها أمام كل من امتلك حسابًا على مواقع التواصل، أصبح من السهل خلط الأوراق، وتشويه الحقائق، وادعاء الحرص الزائف على قضايا الوطن، بينما الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك.
ولعل ما يجري اليوم من تداول واسع لقضية الأخ العزيز سالم ثابت العولقي، يكشف كم هي هشّة نوايا البعض، وكم هي بعيدة عن صفاء الوطنية أو رغبة الإصلاح. فالكثير ممن يدّعون الدفاع عن سالم، لا يفعلون ذلك حبًا فيه أو إنصافًا له، بل استغلالًا لحالة معينة للهجوم على قيادات الجنوب، وفي طليعتهم الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي.
هؤلاء، إن عدنا إلى مواقفهم السابقة، سنجدهم في صفوف الخصوم، تارة يهاجمون المجلس الانتقالي، وتارة يشككون في مشروع الجنوب، وأخرى يتقلبون مع مصالحهم الشخصية، مستخدمين شعارات ظاهرها الوطنية، وباطنها طعنٌ في الظهر.
أما الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، فهي أن سالم العولقي لم يكن يومًا من أولئك الذين يبحثون عن المناصب أو المكاسب، بل ظلّ ثابتًا، صلبًا، شريفًا، ومنتميًا لقضية الجنوب بكل جوارحه. شابٌ جنوبيٌ نزيه، مثقف، ذو رؤية وضمير حي، يُعد قدوةً مشرّفة لجيلٍ جديد يتوق إلى مستقبل أفضل.
إن محاولات شيطنته أو استخدام اسمه كورقة ضغط سياسي، لن تنال من مكانته، ولن تضعف المشروع الجنوبي الذي ننتمي إليه ونؤمن به. فالمجلس الانتقالي ليس شخصًا، بل مشروع وطن، والرئيس الزُبيدي ليس عابر طريق، بل حاملٌ لقضية وأمانة ثقيلة.
وفي الوقت الذي نحتاج فيه إلى رصّ الصفوف وتجاوز التحديات، يظهر البعض ممن لا يجيدون إلا الاصطياد في المياه العكرة، محاولين ضرب رموز الجنوب ببعضها، دون وعي بأن العدو الحقيقي يتربص بالجميع.
سيبقى سالم ثابت العولقي جبلًا شامخًا لا تهزه عواصف المزايدين، ورمزًا للشباب الجنوبي المؤمن بوطنه وقضيته، وسيبقى المجلس الانتقالي الجنوبي صامدًا، يواجه التحديات بصلابة القادة ووعي الجماهير.
